هل كان أحد يتصور أن يصل حال السكك الحديدية المصرية ثانى سكك حديد فى العالم إلى هذه الحالة المزرية رغم ما ضخ فيها من استثمارات وأموال كما ذكرت الحكومة، وليتها ما قالت ولا ذكرت فكم الحوادث يصيب بالرعب والغيظ معا، وكم الإهمال لا حدود له ابتداء من الأفراد إلى القاطرات، رغم ما زعم من تطوير واستحداث، وللأسف هذا هو المنطق الشائع فى حكومتنا الموقرة تحدث الآلات والمنشآت ولا تحدث فكر القائمين على هذه الآلات والمنشآت فالمشكلة الكبرى فى الأساس هى الإدارة مشكلة مصر الكبرى والمتمثلة فى إدارة هيئة السكك الحديدية على مدار عمرها المديد، فلم يفكروا مرة فى تدريب السائقين تدريبا دوريا، بالإضافة إلى العاملين فى الصيانة والإداريين وقاطعى التذاكر إلى غير ذلك من أقسام الإدارة المختلفة وتحديث فكرهم وتدريبهم وما تفعله حكومتنا الغراء عبارة عن مسكنات مؤقتة لألم مبرح وكان آخرها عندما استقال منصور وكأنه بعد استقالة منصور تحسن مستوى هيئة السكك الحديدية ولم نسمع عن حوادث وأصبح الناس يتوافدون من كل صوب وحوب عليها، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير فلو جئنا بعباقرة السكك الحديدية فى العالم لوقفو عاجزين عن المشكلة المصرية والمعروفة تجاريا باسم سكك حديد مصر، لأن الحل مصرى خالص لا أمريكى ولا حتى تايلاندى ونتيجة لما سبق فالمأمول هو الآتى:
1-خصخصة إدارة هيئة السكك الحديدية مع ملكية الأصول للدولة وهذا هو الطريق الأول الذى يتضمن الاهتمام بكل فرد من أفراد هذه الهيئة ابتداء بالسائقين نهاية إلى عمال النظافة تعليما وتدريبا واجتماعيا.
2-عسكرة هذه الهيئة وتحويلها إلى إحدى هيئات قواتنا المسلحة ذات الطابع الخدمى التى نراها فى كل مكان فى مصر ذات نظام ودقة واهتمام وإنتاج يشرف أى مصرى فى أى مكان، وأقرب مثال الهيئة العربية للتصنيع هل يكن أن تكون هيئة السكك الحديدية مثل الهيئة العربية للتصنيع وهذا هو الطريق الثانى.
3-إدارة أجنبية لهذه الهيئة كما هو موجود فى إدارة مبنى الركاب الثانى فى مطار القاهرة الدولى، ونحن نرى بأعيينا ما وصل إليه حال المطار الآن من تطور ورقى كانا فى طى النسيان.
وخلاصة أرجو الاهتمام بالفرد سواء أكان عاملا أو مهندسا فهو البنية الأساسية لهذه الهيئة ولن يفيد استحداث قاطرات أو معدات دون معرفة ظروف القائمين عليها، وما حدث أخيرا ليس ببعيد مع القاطرات الجديدة، وأرجو من كل مسئول أن يعرف دائما أنه يتعامل مع ملكية عامة للشعب تتطلب منه حرصا عاليا عليها، وضميرا يقظا يكشف أى فساد أو إهمال ويقومه ويطور فى طريقة إدارته ومعاملته مع موظفيه، وهكذا تنمو مصر بأبنائها دائما إلى الأمام.
معيد بمركز بحوث وتطوير الفلزات*
مهندس محمد أحمد عبد القوى يكتب: "الروشتة الذكية" فى إصلاح أحوال السكك الحديدية
الخميس، 12 نوفمبر 2009 09:29 ص