أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

مكتوب فى خانة الديانة.. فتاة ليل!

الخميس، 12 نوفمبر 2009 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن تقرأ:
أعلم أن بعض الكلمات فى السطور القادمة قاسية وخارجة عن النص ومنفعلة.. بس خلاص كفاية كدة، اعذرونى لأن الموضوع بقى حاجة تقرف!

فى ديروط خرجت فتاة "منحلة" من منزلها بعد أن قررت بإرادتها أن تتجرد من ملابسها تماما، وتنام على أول سرير يقابلها، لتفك عقدها التربوية والنفسية فى أحضان أول عاشق تجده على ذلك السرير، لم تفكر وقتها فى إذا ما كان اسمه ملاك أو جرجس أو أحمد أو حتى نتانياهو، كان هدفها واضحا ومحددا.. الجنس ولا شىء آخر.

من حظ الفتاة أنها نجحت على مدار عام كامل فى أن تنام على نفس السرير وفى أحضان نفس الشاب، دون أن يكتشف أهلها "الصعايدة" أن شرفهم أصبح فى التراب، ولكن من سوء حظ البلد أن شريكها فى السرير كان مسيحيا وكان اسمه ملاك وكان طماعا، ودفعه طمعه لتصوير أوقاته الحمراء بهاتفه المحمول والتفاخر بفتوحاته الجنسية أمام أصدقائه.

انتشرت الفيديوهات الجنسية وانقلبت الدنيا فى ديروط وخرج الأمر عن إطاره الطبيعى كحادثة شرف بطليها فتاة "منحلة" لم يحسن أهلها تربيتها، وشاب انتصر حيوانه على البنى آدم الذى بداخله، وسرعان ما استيقظت الفتنة من نومها وتحول الأمر لمعركة بين المسلمين والمسيحيين، رغم ثقة الجميع أنه لا الفتاة ولا الشاب كان يمكن أن يعدلا عن قرارهما بالسقوط فى مستنقع الرذيلة، إذا نظر كل واحد فيهما إلى خانة الديانة الخاصة بالآخر فى بطاقته الشخصية..

كان هدفهما المتعة حتى ولو كانت حراما، كان هدفهما الجنس حتى ولو كان سيشعل فى البلد كلها النار.. وفعلا اشتعلت النار رغم أن أهل هذه البلد على ثقة تامة أن هذه الفتاة لا تعلم عن الإسلام سوى أنه دين أهلها، وأن الشاب لا يعرف عن المسيحية سوى ذلك الصليب الذى رسمه له جده فى مولد العذراء وهو صغير.

مجرد ساقطة عاشرت ضائع منحل.. كان لابد ألا يخرج الأمر عن هذا الإطار، ولكن لم يتعلم أحد من درس ديروط أو الدروس التى سبقته، ومرة أخرى خرج الأمر عن إطاره فى المنيا بسبب "مومس" قررت أن تحترف مهنة الدعارة وتجلس فى شقة الرذيلة منتظرة الزبون ليقضى عليها حاجته ويرحل، وكأنه داخل حمام إحدى محطات القطار، يسير الأمر على هذا المنوال فى سرية تامة منذ غيروا طبيعة العمل فى شارع كلوت بك من سنوات طويلة، ولكن لأن سوء الحظ يلازم هذا البلد، اكتشف أحدهم أن ضيف أحد شقق الدعارة فى المنيا شاب مسيحى، فاستيقظت الفتنة من نومها بسرعة واشتعلت بوادر معركة طائفية بسبب "مومس" لن تقول للحمار إنها غير مستعدة لمعاشرته إذا كان يملك مالا.

الغريب فى الأمر أن الثورة التى شهدتها محافظة المنيا لم تشتعل بسبب شقة الدعارة والرذيلة، فالأمر فيما يبدو أصبح عاديا، فهؤلاء الذين أشعلوا المعركة فى المنيا لم يغضبوا من وجود بيت دعارة داخل منطقتهم، ولم يغضبوا أو يتعرضوا للعاهرات وفتيات الليل اللاتى ملأن شقة المنيا، فقط سحبوا الشاب المسيحى وطعنوه بسكاكينهم وأغلقوا الأبواب بهدوء على العاهرات والزبائن، ومن المحتمل أنهم اعتذروا لهم عن الإزعاج والدماء التى سالت على أرضية شقتهم الطاهرة.

أى عبث وأى ضيق أفق وأى إسلام هذا الذى تتكلمون عنه، من أخبركم أن الدعارة محرمة على المسيحيين؟ هل أخبرتكم عقولكم الضيقة وقلوبكم المريضة أن "المومس" المسلمة لا تحق إلا للزبون المسلم؟ هل الأولى أن تحاربوا تجارة الأعراض التى انتشرت بسبب الفقر والجهل أم تجلسوا على مداخل بيوت الدعارة والكباريهات للتأكد من نوعية الزبون والمكتوب فى خانة ديانته؟ إذا كان كل ما يشغل بالكم هو ديانة زبون الليالى الحمراء فليتقدم أحدكم إذن بمشروع قانون للحكومة هدفه تنظيم عمل بيوت الدعارة، بحيث نضع على كل كباريه أو شقة دعارة بها عاهرات تقول خانة الديانة الخاصة بهن أنهن مسلمات .. هلال ، وعلى كل كباريه أو شقة دعارة بها عاهرات تشير خانة الديانة إلى أنهن مسيحيات الديانة .. صليبا، وبذلك نفض الاشتباك وننجى مصر وأنفسنا من لهيب الفتنة المستمرة التى تشتعل لمجرد أن صايع وضائع من هنا قال لـ"مومس" من هناك.. بتاخدى كام فى الليلة؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة