أكد الدكتور عمار على حسن، مدير مركز دراسات وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مصر تعانى من غياب تام لمشروع ثقافى، بسبب احتواء المثقفين والمبدعين، الأمر الذى لا يساعد على تكوين بناء ثقافى مصرى قوى يحمى المجتمع من الموجات الثقافية الوافدة.
جاء ذلك خلال محاضرة تحت عنوان "دور الثقافة فى تفسير الظواهر الإنسانية" التى ألقاها الدكتور عمار على حسن، فى مهرجان تبادل الكتب الذى اختتم فعالياته أمس، الأربعاء، بمكتبة الإسكندرية وانتقد حسن، تراجع ثقافة النخبة فى مصر أمام سيطرة ثقافة الهامش المتمثلة فى الروايات الهابطة والشعر الركيك والكتابات المبتذلة، مضيفا أن هذا تسبب فى طمس ملامح الثقافة الشعبية الحقيقية، وخلقت ثقافة شعبية مزيفة تعد من أبرز أعراض المرض الذى أصاب الثقافة فى مصر.
وقال إن الثقافات الفرعية بدأت تنشط فى مصر نتيجة ثورة الاتصالات، متعدية تأثير ثقافة العاصمة، مؤكدا أن ظهور الثقافات البدوية، وثقافات الصعيد، والريف، أمر إيجابى إذا تم احتواؤها كثقافات فرعية تصب فى رافد الثقافة الأساسى، وتجميعها لحساب الثقافة الوطنية.
وأكد د. عمار، أنه رغم التراجع المستمر الذى يصيب حضور مصر الثقافى بين البلدان العربية والأجنبية، إلا أن هناك حالات بعض المسارات المستقلة، والإبداع الفردى، متمثل فى دور النشر، والمؤسسات، والصحف الخاصة التى تعمل على نشر المعرفة، وتنفيذ المشاريع الثقافية وتكوين قوة ثقافية تفرض نفسها على الساحة.
يذكر أن مهرجان تبادل الكتب يقام لأول مرة بالإسكندرية بهدف تشجيع القراءة ونشر المعرفة، ويعد مشروع دار الكتب الإلكترونية هو الأول الذى يهتم بتوثيق كافة إصدارات الكتب المصرية والتى تقدر سنويا بـ 9 آلاف كتاب.