زاهر لـ CNN: المصريون اختلفوا على الدين واتفقوا على الكرة

أكد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم على أن حظوظ المنتخب الوطنى فى التأهل لكأس العالم بجنوب أفريقيا أكثر من نظيره الجزائرى فى المباراة التى ستجمعهما بعد غد السبت، وأشار زاهر خلال حواره مع موقع الـ" CNN" إلى أن منتخب الجزائر لم يستطع الفوز على نظيره المصرى ولا مرة بالقاهرة وتتطرق رئيس الاتحاد المصرى لأزمة التذاكر الدائرة فى الوقت الحالى، مشيرا إلى توقعه لحدوث تلك الأزمة قبل طرح التذاكر نظرا للرغبة الكبيرة من الجماهير المصرية الغفيرة فى حضور اللقاء من أرض الملعب، واعترف بعدم القدرة فى السيطرة على عملية بيع التذاكر، كما تحدث زاهر عن استعدادات المنتخب المصرى للقاء الحاسم والمصيرى أمام منتخب الجزائر.. اليوم السابع تنقل حوار زاهر كاملا:

ما هى أسباب التوتر الموجود فى الشارعين المصرى والجزائرى قبل لقاء الفراعنة والخضر؟
أستطيع أن أفسر الحالة المصرية بوضوح وألخصها فى أن الجماهير المصرية تنتظر بفراغ صبر إعلان تأهل منتخبها لنهائيات كأس العالم رسميا مساء بعد غد السبت، وكرة القدم هى الشىء الوحيد الذى اتفق عليه الجميع فى الشارع المصرى، بعد أن اختلف على كل الأمور السياسية أو حتى الدينية، ولكن هناك اتفاقا عاما على ضرورة الفوز على الجزائر وهو ما يضع مسئولية كبيرة على منتخب مصر فى هذا اللقاء الحاسم والحساس.

ألا تجد تفسيرا مقنعا لحالة الاحتقان بين الجماهير فى شمال أفريقيا؟
عندما أنشأنا اتحاد شمال أفريقيا كنا نبحث عن طريقة لإزالة حالة الاحتقان بين الجماهير فى تلك البلاد، وأن تتأكد الجماهير أن كرة القدم فيها فوز وهزيمة وتعادل، ولكن للأسف لم يغير هذا الاتحاد من هذه الحالة شيئا وبقى الوضع على ما هو عليه، وما أؤكد عليه أن حالة التوتر تنتهى بنهاية المباراة لأن العلاقات متميزة على المستوى السياسى.

هل ترى أن وسائل الإعلام لعبت دورا مؤثرا فى زيادة حدة الاحتقان والتوتر؟
التوتر بين دول شمال أفريقيا "تاريخى" موجود منذ زمن طويل وهو ليس وليد اللحظة أو بسبب لقاء هام بين مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم كما قد يتصور البعض، كما أن هذا التوتر ليس موجودا بين مصر والجزائر فقط، بل موجودا بين كل دول شمال أفريقيا، وهو ما قد تجده فى لقاءات تونس والمغرب أو الجزائر وليبيا أو مصر والمغرب وهكذا، ولكن أعترف أن زيادة وسائل الإعلام فى السنوات الأخيرة زاد من حدة هذه الحالة، كما أن مواقع الإنترنت لعبت دورا كبيرا فى زيادة حالة الاحتقان، ففى كل يوم نصحو على مصيبة كبيرة بسبب منتديات الإنترنت، وبكل أسف فقد جرت وسائل الإعلام فى مصر والجزائر وراء المنتديات.

كيف ترى فرص منتخب مصر فى لقاء الجزائر؟
أنا مطمئن بدرجة كبيرة لحالة المنتخب المصرى قبل اللقاء الهام والحاسم، خاصة أن الخبرات كبيرة بين صفوف منتخبنا وهو ما يمنحنا الأفضلية، بالإضافة إلى المساندة الجماهيرية الكبيرة فى إستاد القاهرة كما عودنا جمهور مصر الكبير.

ألا ترى أن فوز مصر بفارق ثلاثة أهداف أمرا صعبا؟
التاريخ يقول إن منتخب الجزائر لم يسبق له الفوز على منتخب مصر فى أى لقاء داخل مصر على كل المستويات، وهو ما يمنحنا ثقة أكثر، كما أن فوز مصر على الجزائر بفارق ثلاثة أهداف ليس أمرا مستحيلا، ثم لماذا لا نكرر فوزنا بخمسة أهداف كما سبق فى تصفيات كأس العالم عام 2001 فى استاد القاهرة، والفريق الحالى لمنتخب مصر قادر على تحقيق ذلك، ولكن ما أكدت عليه للاعبين هو أننا يجب أن نبحث أولا عن الهدف الأول وليس الثالث.

ما هو أهم شىء لاحظته فى استعدادات منتخب مصر للقاء الجزائر؟
لا أرى شيئا جديدا، فالالتزام داخل الفريق موجود دائما قبل المواجهات الكبيرة، فما رأيته فى معسكر منتخب مصر حاليا سبق وأن رأيته خلال بطولتى كأس الأمم الأفريقية 2006 فى مصر و2008 فى غانا، ورأيت ثقة كبيرة فى عيون لاعبينا وجماهيرنا، لأن هذا الجيل من اللاعبين حقق لمصر إنجازات كبيرة سيذكرها التاريخ، ومن الظلم لهذا الجيل ألا يصل لنهائيات كأس العالم بعد أن حقق بطولتين متتاليتين لأمم أفريقيا.

وتابع زاهر أستطيع أن أجزم أن منتخب مصر الحالى ساهم بدور كبير فى زيادة الشعور الوطنى بين الجماهير، فمنذ عام 2006 والعلم المصرى موجود بين أيدى الجماهير فى الشوارع وزادت نسبة مبيعاته بدرجة كبيرة، ولو نجح منتخب مصر فى التأهل لنهائيات كأس العالم سيكون شيئا جميلا، ولهذا فقد انضممت لمعسكر المنتخب لحل أى مشكلة طارئة لدرجة إننى لا أنام سوى أربعة ساعات فى اليوم بسبب حالة القلق التى أشعر بها.

ما رأيك فى خطاب الفيفا الأخير للاتحاد المصرى لكرة القدم وتحذيره من أى تجاوزات؟
البعض ضخم من أمر وأهمية هذا الخطاب، والبعض تصور أن هذا الخطاب أرسل خصيصا للاتحاد المصرى، ولكن الحقيقة أن نسخة أخرى من هذا الخطاب أرسلت أيضا للاتحاد الجزائرى، وهو إجراء روتينى يتم من قبل الفيفا، كما أن هذا الخطاب ليس فيه نوعا من التهديد أو التحذير كما قال البعض.

ولكن البعض يخشى من تهور الجمهور المصرى خلال اللقاء؟
أثق فى وعى الجماهير المصرية فى هذا اللقاء الهام وأنه سيلعب دورا كبيرا فى الفوز ووصولنا لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا، وأنه لن يخرج عن النص حتى لو تعرض لاستفزازات الجماهير الجزائرية فى الملعب، خاصة وأننا مازلنا نتذكر واقعة الطوبة الشهيرة فى لقاء زيمبابوى عام 1993 فى تصفيات كأس العالم، وإعادة المباراة فى مدينة ليون الفرنسية والتى كانت السبب الأول وراء خروج مصر من التصفيات وحرمانه من التأهل لنهائيات كأس العالم بأمريكا عام 94.

بعض الجماهير المصرية ترى أن المسئولين فى مصر يجب أن يعاملوا منتخب الجزائر بنفس الطريقة التى تعامل بها منتخب مصر فى الجزائر، فما رأيك؟
رغم المعاملة غير اللائقة التى عومل بها منتخب مصر فى الجزائر، وعدم قدرة اللاعبين على النوم ليلة المباراة بسبب حالة الصخب و"كلاكسات" السيارات فى الشوارع المحيطة بالفندق الذى أقام فيه المنتخب المصرى وتعرض عدد من أعضاء البعثة للتسمم، إلا أن مصر لن ترد بنفس المعاملة، وسيجد المنتخب الجزائرى كل المساعدة فى مصر، فقد ساعدت رئيس الاتحاد الجزائرى محمد روراوة على الوصول لأفضل مكان لإقامة منتخب بلاده فى مصر، وعرف أماكن تدريب منتخب الجزائر خلال وجوده فى مصر.

هناك تخوف بين الجماهير المصرية من عدم حصولها على تذاكر للمباراة؟
شكلنا لجنة خاصة داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة محمود طاهر عضو المجلس للإعداد للمباراة، واتفقت تلك اللجنة على طريقة طرح تذاكر المباراة للبيع وخصصنا منافذ عديدة، ولكن فى نفس الوقت أؤكد أن الحصول على تذكرة اللقاء سيكون أمرا صعبا فى ظل حرص الجميع على حضور المباراة فى استاد القاهرة، وأن التذاكر بيعت فور طرحها للجمهور ولا نستطيع أن نفعل شيئا أمام ذلك، اللهم إلا إذا كانت سعة استاد القاهرة تستوعب ملايين