أعمال نجيب محفوظ لم تحقق بيست سيللر.. وأن القراءة فى ظل النظم الاستبدادية رفاهية..

الموجى: الكاتبات المصريات لديهن تحدٍ أكبر من اللبنانيات

الخميس، 12 نوفمبر 2009 10:36 ص
الموجى: الكاتبات المصريات لديهن تحدٍ أكبر من اللبنانيات الكاتبة سحر الموجى
حاورها وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انشغالها الدائم بالعمل الأكاديمى لم يعزلها عن الكتابة، فكتبت روايات "ن" ، "داريا" ومجموعات "سيدة المنام" و"آلهة صغيرة"، عن المشهد الأدبى الحالى، وعن الجدل الذى تجدد مؤخراً حول الكتابة النسوية، كان لليوم السابع مع الدكتورة سحر الموجى هذا الحوار..

فى رأيك هل تنتمى أعمال الكاتبات المصريات إلى الأدب النسائى أم إلى الكتابة النسوية؟
أرفض ما يسمى "بالأدب النسائى" الذى يصنف الكتابة حسب جنس الكاتب، فالتصنيف يجب أن يكون حسب محتوى النص، وليس جنس المبدع، أما الكتابة النسوية هى وجهة نظر إنسانية متوازنة لا تؤيد دونية النساء، بل تعطيهن صوت للتعبير، فهى كتابة تطرح رؤية تم قمعها كثيراً على مدى قرون إلى أن جاء القرن الـ 19 الذى بدأت خلاله المرأة الكتابة، فالقمع لم يحدث بشكل متعمد، بل إن هناك كتابات لرجال يمكن أن تصنف ضمن الأدب النسوى.

هل هناك منجز حقيقى للكاتبات المصريات فى الأدب النسوي؟
بالطبع هناك كاتبات مهدن الطريق لجيلى، منهن لبيبة هاشم، ملك حفنى ناصف، لطيفة الزيات، مروراً بمى زيادة، نوال السعداوى، رضوى عاشور، وسلوى بكر، وعندما نصل إلى التسعينات نجد كماً كبيراً من الكاتبات يشاركن مبدعين آخرين فى الكتابة عن موقعهن كنساء مصريات مهمشات داخل المجتمع، بعد أن فقدنا الأمل بالأيدلوجيات، وبالحلم القومى المنهار، عبرنا عن ذاتنا بوضوح، فكل واحدة كتبت عن مرحلتها، كتبت ميرال الطحاوى عن البدو، وكتبت أنا عن الطبقة المتوسطة، وكتبت نجوى شعبان عن رؤية النساء من خلال منظور تاريخى، وحدث زخم، وتراكم من الصعب أن نقيّمه الآن.

أشرت إلى منجز لطيفة الزيات ونوال السعداوى.. فلماذا لم يظهر هذا المنجز؟
لم يتم الاحتفاء بهن مثلما حدث مع الكتاب الرجال، فنجيب محفوظ انتشر من خلال السينما، وشخصية سى السيد التى كتبها، أصبحت صورة نمطية فى الشخصية المصرية، بينما لطيفة الزيات وروايتها "الباب المفتوح" التى تحولت لفيلم أيضاً لم تؤثر ولم تحقق نفس الصدى، لأنها دعت إلى شىء مختلف عن السائد، حيث تناولت امرأة من الطبقة المتوسطى المصرية، وكيف يتم قهرها سياسياً فى مجتمعها الصغير، أما نوال السعداوى كانت شخصية تصادمية، وظهر صداها أكثر من لطيفة الزيات، والذى يقيّم الحركة النسوية لا يستطيع تجاهلن.

ما هو السقف الذى تفكرى فيه أثناء الكتابة ولا ترغبى فى تجاوزه؟
دائما أرى سقفاً أرغب فى تجاوزه، وليس واحداً أخشاه، كما أننى لا أضع فى اعتبارى القارئ أثناء الكتابة، وبعبارة أدق أفكر فى قارئ مثقف ولديه رغبة فى أفق أكبر، فأقوم بتحريضه للوصول إليه، هذا بجانب رقابتى الذاتية التى أحاول قمعها طول الوقت، ومع كل نص، أدرك أن هناك مناطق لم أتجاوزها، وأرغب فى تجاوزها فى النص الذى يعقبه.

هل الكاتبات العربيات أكثر جرأة واختراقاً للتابوهات من الكاتبات المصريات؟
لا أستطيع أن أصفهن بالأكثر جرأة، مثلاً علوية صبح فى لبنان، وكاتبات أخريات على مستوى العالم العربى كله، لديهن الوعى بطرح مناطق جديدة داخل النص الأدبى، تخص رؤية المرأة للحياة، ورؤية مجتمعهن من موقعهن، بالتأكيد الكاتبات العربيات لم يتجاوزن الكاتبات المصريات، بالعكس المصريات حققن منجز فى هذه المنطقة يتوازى مع منجز الكاتبات العربيات.

هناك مقولة للدكتور جابر عصفور بأن الكاتبات اللبنانيات أكثر جرأة من الكاتبات المصريات ويمارسن حرية أكثر؟
اللبنانيات عندهن سقف أعلى كمجتمع، وهذا هو التحدى الحقيقى للكاتب، أن تكون فى مجتمع قامع ومقموع، ويكتب قناعاته كما يراها، وبالتالى التحدى أمام الكاتبة المصرية أكبر بكثير من الكاتبة اللبنانية، والمسألة ليست من أفضل ممن؟، فنحن نسير فى طرق متوازية.

ما رأيك فى ظاهرة الأكثر مبيعا "البيست سيللر"؟
وصول الكتب لظاهرة الأكثر مبيعاً شىء مبشر جداً، ووجود أدباء وكتاب تحقق أعمالهم ذلك هو دليل على استعادتهم القراءة وينم عن تطور كبير فى المجتمع، فمن قرأ علاء الأسوانى سيحب أن يقرأ أعمال أخرى، ومناطق مختلفة عن علاء الأسوانى.

هل تفوق علاء الأسوانى على نجيب محفوظ فى البيست سيللر؟
أعمال نجيب محفوظ لم تحقق أبداً بيست سيللر، لأن فترة كتابته شهدت تحولاً كبيراً فى مصر، فالطبقة الوسطى التى كانت تشترى أعمال نجيب محفوظ فى الخمسينات والستينات، أعطت ظهرها للقراءة فى السبعينات والثمانينات والتسعينات، تحت وطأة التغيرات الاجتماعية بعد معاهدة السلام، والتى خلقت حالة من اللامبالاة لدى القارئ المصرى الذى ظهرت لديه أزمات حياتية، جعلت القراءة ليست من أولوياته، بل صارت رفاهية فى ظل مفرمة اجتماعية أدخله فيها نظام السادات ونظام مبارك، لكن هذه التغيرات الاجتماعية أنتجت جيل المدونين، الذين خلقوا دعاية غير مقصودة عندما وضعوا على مدونتهم غلاف كتاب ما وكتبوا أسفله هذا الكتاب أعجبنى.

وما رأيك فى ظاهرة تسويق المبدع لعمله؟
طبعاً هذا وارد، فالكاتب فى مصر ليس لديه الوكيل الأدبى الذى يحمل عنه ثقل مهمة الآلة الدعائية لنفسه، وهو أمر مشروع للأديب أن يسوق لنفسه، لكن القيمة الأدبية للعمل لن تحددها الأقلام التى تكتب عنه، وليس الترجمة، وإنما التاريخ والبقاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة