د. حامد طاهر

إنهم يفجرون القمر!

الخميس، 12 نوفمبر 2009 08:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ضير على الإنسان أن يسعى لاكتشاف المجهول، سواء كان فى أعمال الأرض، أو فى آفاق السماء.

فالكون كله مسخر للإنسان والتسخير يتطلب الاكتشاف والمعرفة ثم الاستفادة والتمتع بالخيرات الإلهية التى لا حدود لها، لكن المهم فى ذلك كله ألا يتجاوز الإنسان حدود المعقول والمقبول فيدمر البيئة، أو يقضى على السكان الأصلين فى منطقة بقصد استعمارها، وإعادة تأهيلها لكى تكون أفضل مما هى عليه، وقد ثبت أخيراً للعلماء العقلاء أن الإسراف فى استنفاد الموارد يؤدى إلى خلل واضح فى توازن الطبيعة، ونفس الشىء بالنسبة للاستهلاك الزائد عن حده الذى أصبح يؤدى إلى خلخلة النظام الجوى، وتأثيرات ذلك على الطقس والمناخ، وصحة الإنسان، وسلامة الأجنة.. وعندما أسرف الإنسان الطماع فى قطع الأخشاب من الغابات، تناقصت الخضرة، وقل الأكسجين فى الجو، وحين زاد من استهلاك الطاقة أدى ذلك إلى سخونة الأرض، وذوبان جليد القطبين، مما أدى أو سوف يؤدى إلى ارتفاع مستوى ماء البحر، وطغيانه بالتالى على الأرض الزراعية.. وهكذا يتضح أن خيرات الأرض والسماء التى أتاحها الله للإنسان تتطلب منه التعقل فى استخدامها، والحرص فى استهلاكها، والعمل على أن يتعايش معها لكى تستمر فى إنتاج ثمراتها من أجله.

وأخيراً طالعتنا الأخبار بخطة الأمريكان فى محاولة استعمار القمر، بعد أن ضاقت بهم الأرض، ولكى يحققوا ذلك قبل غيرهم من المستعمرين المتربصين، قاموا بتفجير صاروخ فى أحد مناطق القمر، لكى يعرفوا من آثاره: هل يوجد به ماء أم لا؟

وبالطبع سوف تؤدى الإجابة بالإيجاب إلى سرعة الذهاب إلى هناك، واحتلال أكبر منطقة فيه، تمهيداً لاستغلاله على أوسع نطاق كما يحدث فوق سطح الأرض!!

المحاولة بالطبع طموحة، ولكنها مقلقة، وسبب القلق يرجع فى رأيى إلى أن المعرفة هنا تأخذ طابعاً شريراً ومدمراً، وليس استطلاعا علمياً هادئاً ومسالماً، وإذا كانت البداية بهذا الشكل، فكيف ستتطور علاقة الإنسان بالقمر بعد ذلك؟ بل كيف ستنتهى؟ إن القمر هو أقرب جيران الأرض إليها، وهو الذى يدور حولها متوسطاً بينها وبين الشمس، ولحركته ميزان معلوم فى تتابع الليل والنهار، وتأثير واضح على حركتى المد والجزر، لكن أمريكا تريد استعماره، أى إظلامه فى عيوننا.. والله يتولانا برحمته!







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة