نشرت جريدة أخبار الأدب فى 18 مارس 2001 شهادة بعنوان "جحيم أفغانستان" للكاتب الأفغانى لطيف بدرام ترجمها ياسر شعبان .. وإليك بعض من مقاطعها:
الفقرة الأولى:
"حملوا الخزانات بما احتوته من كتب ومخطوطات مقدسة إلى ساحة المسجد وأفرغوها على الأرض، واستخدموا الخزانات كمعالف للدواب فى الحظائر (...) وقرر جانكيز خان أن يعود إلى قصره وتبعه رجاله الذين وطأت أقدامهم صفحات الكتب المقدسة التى تمزقت وسقطت فى الحطام.
الفقرة الثانية:
عندما تولى الحزب الشيوعى الحكم، بدأ فى التخلص من كل ما يخالف أفكاره، وهكذا جمع جبلا من الكتب من مكتبة جامعة كابول حكم عليها الحزب الديمقراطى بأنها برجوازية أو رأسمالية ولهذا تستحق التدمير، وعندما عجزوا عن تدمير كل الكتب، جمعوها فى أقبية وتركوها فريسة للتعفن.
الفقرة الثالثة:
من نافذة صغيرة حيث كنت أختبئ كلاجئ، شاهدت رجال حركة طالبان يحرقون الكتب فى الميدان الرئيسى للمدينة، كنت الشاهد البائس الذى تابع حرق 55 ألف كتاب.
ليسمح لى القارئ الكريم أن أضيف عليها بعض المقاطع من الاحتلال الأمريكى الغربى لهذا البلد.
الفقرة الرابعة:
احتلت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها أفغانستان، وحدثت انتهاكات لا أول لها ولا آخر، الاعتقال العشوائى وانتهاك الحرمات وانتهاك المقدسات.. وجرت انتخابات رئاسية جاءت بحامد كرزاى، اتهمها الحلفاء الغربيون بأنها مزورة، وتقارير دولية أشارت لفساد كبير.
والخلاصة أنه فى مختلف العهود جاع الناس وقتل الكثيرون وانتهكت الحرمات والمقدسات، فما هو المشترك بينهم رغم اختلاف اللافتات البراقة؟ أظن أنه الاستبداد.. مصيبتنا ومصيبة أفغانستان، ولا حل سوى الحرية.. ومزيد من الحرية.
أتمنى أن توافقنى.
