براء الخطيب

مبروك يا مصر وتستاهلى.. أحمد عز وكمال الشاذلى

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللهم لا شماتة، وإن كنت أجد نفسى أحيانا وأنا أشمت فى كل الدنيا فى الزمان والمكان والبشر، فكيف أوصلنا أنفسنا إلى هذا الحد من التخاذل والانكسار فانفردوا بكل الوطن؟، اللهم لا شماتة فى الحزب الوطنى، فلا شماتة فيمن يغالب سكرات الموت رافضا الذهاب إلى قبره المحتم، الحزب الوطنى وإن بدا للنظرة السطحية الأولى أنه فى عنفوانه، لكن مع نظرة متأنية سوف يرى كل صاحب بصيرة أن الحزب الوطنى الحاكم قد أصبح جسدا متهرئا بفعل كثير من عوامل التعرية، ونتيجة حتمية لكيفية نشأته فراح الحزب يعالج سكرات الموت بطقم أسنان لمضغ الثروات المنهوبة من الشعب المصرى، وبمعدة لا تستطيع أن تهضم ما ابتلعته بالرغم من تناول المهضمات، الحزب الوطنى الحاكم يعالج سكرات الموت ظاهريا فقط بصبغة غالية الثمن يصبغ لها رأسه الذى بدا غير مستقر فوق الرقبة، ورقبة مهتزة فوق جسد يكاد يسقط من أى لفحة هواء.

اللهم لا شماتة، فلسنا نحن من قال: "مبروك يا مصر وتستاهلى"، بل هى أغنية "وطنية" أطلقها فى كليب بعض المنتفعين من كمال الشاذلى، الأمين العام المساعد "السابق" للحزب الوطنى، ووزير شئون مجلس الشعب "السابق"، وأمين التنظيم "السابق" بالحزب الوطنى، الذى بدا جالسا فى مؤتمر "من أجلك أنت" كنمر من نمور السيرك الذى خلعوا له أسنانه ووضعوه فى التابوت الذى يحنطون فيه المسئولين السابقين بعد أن أطلقوا عليه اسم "المجالس القومية المتخصصة"، وتقول كلمات الأغنية الوطنية: "هز الهلال بيمينك هز/ شرفت بلدك يا بو معتز/عزيز قوى يا دهب أصلي/ فى البرلمان نوره زهزهلى / مبروك يا نوارة المجلس/ الشاذلى.. حبيبنا/ الشاذلى قريبنا/ ابن الباجور.. جلاب الخير/ مبروك يا مصر وتستاهلى"، وهى تشبه كل الأغانى "الوطنية" التى ألفوها للزعماء والرؤساء، فلم يعرف أحد عن أى هلال يتغنون أن "أبو معتز" قد هزه بيمينه؟.

فى الأيام الأخيرة لوجود كمال الشاذلى فى سدة حكم الحزب الوطنى نشبت "خناقة فضائية" فى برنامج للتوك شو كانت تقدمه إحدى الفضائيات، حيث توجه مقدم البرنامج بالسؤال لضيوفه فى الأستوديو عن الوزراء الذين يرغبون فى رحيلهم خلال التغيير الوزارى الذى يبدو أنه يلوح فى الأفق، واحد من الضيوف، وهو رئيس تحرير جريدة معارضة عرف عنه المعارضة الشرسة حسب الأحوال تهرب من الإجابة المباشرة على سؤال مقدم البرنامج، وقال "أريد تغيير الحكومة كلها"، أما الضيف الثانى، وكان رئيس تحرير أيضا لجريدة معارضة لكنه أقل شراسة فى معارضته، وهو أيضا لم يحدد أسماء الوزراء الذين يريد لهم أن يرحلوا، لكنه طالب بشراسة بـ"رحيل جميع الوزراء الذين ظلوا فى مواقعهم لأكثر من عشر سنوات"، ولأنه برنامج توك شو فلا بد من استقبال مكالمات هاتفية على المحمول للمشاهدين فتمنى كل أصحاب المكالمات رحيل كمال الشاذلى، وانهال المتصلون على كمال الشاذلى بالانتقادات التى تقترب من الشتائم فى محاولة من مقدم البرنامج لتهدئة المتصلين والالتزام بالحوار الموضوعى إلى الموضوعى وعدم مهاجمة وزير معين، لكن كمال الشاذلى اتصل هاتفيا بالبرنامج وما أن حياة مقدم البرنامج حتى انطلق صوته عبر الهاتف فى حدة مهاجما جليطة مقدم البرنامج والقناة الفضائية، ورئيسى التحرير الضيفين وصرخ فى الجميع: "إنتوا مين علشان تقولوا مين يمشى ومين يقعد؟ القيادة السياسية وحدها هى التى تختار وتحدد هذه المسألة".

ورحل أو ارتحل "بضم التاء وكسر الحاء" كمال الشاذلى غير مأسوف عليه من أى أحد رغم أياديه البيضاء على معظم أعضاء البرلمان عن الحزب الوطنى، وهم الأغلبية وهم الذين لم يكونوا ليصلوا إلى مقاعدهم فى المجلس لولا أن رشحهم كمال الشاذلى، ارتحل كمال الشاذلى غير مأسوف عليه من أعضاء وقيادات وكوادر الحزب أنفسهم رغم أياديه البيضاء على الجميع، لم يكن كمال الشاذلى رجل مرحلة ما قبل التوريث، فالرجل أصبح علامة على فساد الانتخابات وبات غير مرغوب فيه بل ومكروه شعبيا، وكان الرجل قد قضى سنوات طويلة نائبا فى البرلمان منذ عام 1964متنقلا فى رشاقة البرغوث، رغم ضخامة حجمه، بين الولاء لكل من حكم سواء أكان رئيسا أو وزيرا، فقد امتلك الشاذلى الوصفة السحرية للتقرب من كل الحكام، بالرغم من الاختلافات التاريخية بينهم، ومع ذلك فقد وجد البرغوث السمين نفسه مفعوصا بجرة قلم وهو الذى تصور نفسه أسدا فى خدمة النظام وعلى كل معارضى النظام، الرجل الذى تقافز بين مختلف الحكام فى رشاقة البرغوث، وجد نفسه أخيرا يجلس وحيدا مقصوص الجناح فى آخر مؤتمر من مؤتمرات حزب قدم له هو كل مجهوداته، ودائما ما أراق ماء وجهه من أجله حتى وصل لدرجة الرجل المكروه الأول من الشعب المصرى، تم طرده والاستغناء عن خدماته إذن لأنه ليس هو رجل مرحلة ما قبل التوريث، فالمطلوب لهذا المنصب الحزبى شخص له مواصفات مختلفة، أولها الشباب والحيوية والثراء وهى مواصفات مطلوبة لتسويق النموذج الجديد للرئيس القادم، شباب وحيوية وثروة منتظرة، فهل هناك نموذج يصلح للجلوس على مقعد أمين التنظيم فى الحزب الحاكم أكثر من أحمد عز؟

أحمد عز هو الرجل المناسب للجلوس على مقعد أمين التنظيم فى الحزب الحاكم فى مرحلة ما قبل التوريث، لكن ماذا بعد أن يتم التوريث؟ هل يظل أحمد عز بكل مواصفاته التى جاءت فى الكتالوج الذى تم تسويقه دعائيا، هل يظل أحمد عز هو الرجل المناسب كأمين للحزب الحاكم بعد التوريث؟ بالتأكيد لا، فرجل مرحلة ما لها مواصفات محددة لا ينفع فى مرحلة أخرى تختلف كليا فى مواصفاتها، فمرحلة ما قبل التوريث سوف تختلف كليا بعد تسلم الميراث، فلكل مرحلة رجالها، فهل يستطيع أحمد عز أن يدرك ذلك؟ أم أنه سوف يبدأ من الآن تأليف أغنيته "الوطنية" الخاصة: "هز الهلال بيمينك هز/ شرفت بلدك يا أحمد عز"، لاسيما وأن الهلال سوف يكون شعاره الانتخابى فى انتخابات الحزب الوطنى التى لن يحصل فيها أحمد عز على صوت واحد اللهم إلا صوتى زكريا عزمى وصفوت الشريف، لكنه بالتأكيد لن يحصل على صوت جمال مبارك، لأن جمال مبارك هو الذى سوف يوقع على قرار إحالة أحمد عز إلى تابوت مقبرة المجالس القومية المتخصصة، لينعم بالجلوس إلى جوار كمال الشاذلى بعد توحيد أغنيتيهما فى أغنية "وطنية" واحدة تتحدث عن غدر الحكام بمن ساعدوهم فى الحكم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة