حالة من الغضب انتابت أحزاب المعارضة خلال لقائهم مع ممثلى الحزب الوطنى أمس الأحد، بعدما شن محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشعب هجوما لاذعا عليهم، قائلا "إن أحزاب المعارضة تعانى ضعفا وصراعات داخلية، وأنه لا يجب اللقاء اللوم على الحزب الوطنى فقط، فراجعوا أنفسكم"، وهو ما واجهه أحمد الجمال، نائب رئيس الحزب الناصرى، بهجوم شديد قائلا، "افتحوا ملف كمال الشاذلى".
وأضاف رجب خلال الحلقة النقاشية التى عقدت مساء الاحد بمقر الأمير طاز بعنوان "ماذا تريد أحزاب المعارضة من الحزب الوطنى"، أنه على القيادات الحزبية داخل كافة الأحزاب لدراسة الصراعات التى يعانيها لحلها، مشيرا إلى أن أحزاب المعارضة تعانى العديد من الصراعات والانقسامات.
وطالب رجب بأن يكون هناك حوار هادئ بين الوطنى والمعارضة لعرض وجهة نظر كل منهما، لأن الأحزاب الشرعية تهدف الوصول بالوطن للأفضل، مضيفا أنه كلما قويت الأحزاب الشرعية ضعفت أحزاب تحت الأرض"، مؤكدا أن الشعب المصرى مازال يعانى العديد من المشكلات وهو ما يدركه الحزب الوطنى".
واعترف رجب خلال الحلقة النقاشية بوجود قيادات داخل الحزب تكسب الملايين، مضيفا "كل ذلك يحتاج للمراجعة والحوار الهادئ للوصول للأفضل".
فيما نفى د.محمد عبد اللاه، أمين العلاقات الخارجية بالحزب الوطني، وجود عداء بين الأحزاب الشرعية والحزب الوطنى، مستشهدا بكلمات الرئيس مبارك، رئيس الحزب الوطنى، عندما قال "إن المعارضة إحدى ركائز هذا النظام الذى نعيش فيه وهى إضافة لجميع الأحزاب".
فيما انتقد نبيل عتريس، عضو المكتب السياسى بحزب التجمع، التمازج الكائن بين الحزب الوطنى والحكومة فى تحقيق فكرة العدالة الاجتماعية، مؤكدا أن أحزاب المعارضة لا تحصل على حقها كما يحصل الحزب الوطنى سواء أكان فى عقد مؤتمرات أو ممارسة نشاط معيين إلا بموافقة "وزارة الداخلية" التى تعد جزءا متكاملا للحزب الوطنى.
مما دفع رجب، للقول بأن الرئيس مبارك له فلسفة خاصة فى قضية العدل الاجتماعى، وأنه وضع العدل على رأس القضايا الاجتماعية، مضيفا أن الوطنى يركز على البعدين الاقتصادى والاجتماعى لابد وأن يتحققا معا حتى لا تحدث نتائج عكسية.
وأضاف رجب أن الحزب لا يستطيع أن يختلف أو يتناقض مع زعيمه فى فلسفته، بينما أكد أن الحزب قد ركز خلال الفترة الأخيرة على قضايا الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة، فى حين أن العامل الاجتماعى هام لتحقيق التوازن الاجتماعى.
وأكد رجب أن الحزب الوطنى ليس حزب رجال أعمال، وأغلب صانعى القرار فيه ليسوا رجال أعمال، ولكن لم ينكر أهمية تواجدهم داخل الحزب طالما لديهم الرغبة فى خدمة الحزب والشعب.
وعن الحوار داخل الحزب والاختلاف داخله، قال رجب إنه لا يستطيع القول بأن جميع أعضاء الحزب يتفقون على موقف واحد، ولكن هناك اختلاف يحدث بينهم قائلا، "نحن نتفق ونختلف فى كثير من القضايا، لأن مصلحة الوطن هى الأعلى ومن أجل الوصول للأفضل، والحوار للجميع والقرار للأغلبية".
بينما أكد أحمد الجمال أن تحقيق العدالة التى يدعى الحزب الوطنى أن يقوم بها، لا يمكن أن تحدث إلا إذا شعر بها المواطن المصرى، مضيفا أن السياسية التى يتبعها الحزب الوطنى تعمل كما قال "على اغتيال الحلم المصرى".
فيما انتقد عصام شيحة اقتصار اتخاذ القرار على رئيس الجمهورية والحزب الوطنى دون الرجوع إلى أحزاب المعارضة، موضحا أن تلك الأساليب المتبعة تكون عاملا أساسيا فى عدم تداول السلطة. وأكد شيحة أن فكرة تداول السلطة فكرة معدوم تحقيقها، موضحا أن الأحزاب تحاصر نشاطها فقط "ما بين مقر الحزب ومقر الجريدة".
وكشف شيحة عن الانتخابات المصرية سواء أكانت البرلمانية أو أى انتخابات أخرى بعيدة عن النزاهة والطمأنينة بالنسبة إلى الشعب وكذلك أحزاب المعارضة، موضحا أن التعديلات التى أجريت على الدستور المصرى وتم خلالها تعديل 36 مادة تمت دون تدخل الأحزاب، مضيفا أن كل القوانين التى يتم إقرارها تخرج من الحزب الوطنى إلى مجلس الشعب ليتم التصويت إليها دون اهتمام بتواجد تلك الأحزاب الأخرى، على عكس ما يحدث من تلك الأحزاب، حينما تقترح أى مشروع للقانون، فيكون مصيره دائما إدراج المكاتب دون النظر إليها.
وكشف شيحة عن بعض المساوئ التى يتبعها الوطنى التى منها، أنه فى حالة غياب قانون الطوارئ فسيكون قانون الإرهاب، بينما أكد عبد إله أننا بحاجة لهذا الخيار ليكون بديلا عن حالة الطوارئ لضمان استقرار أمن الوطن الذى لا يمكن التفريط فيه، وأوضح أن المادة 88 لم تلغ الإشراف القضائى على الانتخابات بل جعلته إشرافا مركزيا.
وقال عبد إله إن الانتخابات فى مصر تواجه مشكلات خطيرة تقتصر فى البلطجة وشراء الذمم، خاصة فى نظام الانتخاب الفردى، موضحا أنه هناك بعض المرشحين يلجئون لتلك السبل لضمان نجاحهم، حيث ينفقون الملايين لضمان ذلك، ونبه عبد إله للشعارات البراقة التى تستخدم فى الانتخابات لتضليل الناس، وكأن المرشحين هم المصلحون على الأرض.
تغيب عن اللقاء رؤساء أحزاب المعارضة واستبدالهم بمندوبيهم عنهم فحضر عن حزب التجمع نبيل عتريس، ومحمد فرج أمين التثقيف بالحزب عضو المكتب السياسى، وعن الوفد عصام شيحة عضو الهيئة العليا، وعن الناصرى أحمد الجمال نائب رئيس الحزب.
