واصلت الصحف العالمية متابعتها لقرار زعيم السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعدم الترشح للرئاسة لفترة ثانية، وقالت نيويورك تايمز إن تنحى عباس قد يتسبب فى انهيار شريك إسرائيل على طاولة مفاوضات عملية السلام، خاصة مع تلميح بعض مستشاريه بأنهم سيفعلون بالمثل.
وتنقل نيويورك تايمز عن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين فى مقابلة له، قوله "أعتقد أن عباس بدأ يدرك أن عملية السلام لن تسفر عن إقامة دولة فلسطينية فى نهاية المطاف، لذا فهو لا يعتقد أن هناك ضرورة لوجود رئيس أو سلطة، المسألة ليست مقتصرة على من سيحل محله، وإنما من سيترك منصبه، فهل تعتقد أن أى شخص سيبقى فى منصبه بعد رحيل عباس؟".
وتشير الصحيفة إلى أن عباس حذر الأسبوع الماضى من أنه لن يشارك فى الانتخابات الفلسطينية التى دعا لها، والتى من المقرر إجراؤها فى يناير المقبل، ولكنه هدد فيما سبق أكثر من مرة أنه سيقدم استقالته، لذا يرى كثيرون أن الأمر برمته مجرد حيلة سياسية يستهدف بها السياسة الأمريكية والإسرائيلية.
ومع ذلك، لا يعتقد زملاء عباس ومستشاروه أنه يخادع، وهو الأمر الذى يقولون سيعرض السلطة الفلسطينية، التى تدير الشئون الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة، وتمثل لاعباً رئيسياً فى مباحثات السلام مع إسرائيل، للخطر.
ومن ناحية أخرى، نشرت فايننشال تايمز تقريراً كتبته رولا خلف عن الرئيس الفلسطينى محمود عباس جاء تحت عنوان "عباس يهاجم من وراء الكواليس". وتقول خلف إنه من السهل استنكار قرار عباس بعدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة باعتباره صرخة لافتة للانتباه، فمنذ توليه رئاسة السلطة الفلسطينية بعد وفاة ياسر عرفات عام 2004، فإن عباس بدا كثيراً غير مرتاح فى عمله وهدد كثيراً بالاستقالة.
وترى الصحيفة أنه فى ظل قيادة عباس للسلطة الفلسطينية، قل الفساد مقارنة مع العهد السابق، كما ظهر التزام حقيقى بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى بطرق سلمية، لكن قيادته شهدت أسوأ انقسام فى تاريخ القضية الفلسطينية، كما أن المفاوضات التى أجراها مع الجانب الإسرائيلى من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة بدت بشكل متزايد بلا أمل.
وتتساءل الصحيفة عن السبب الذى جعل عباس محبطاً إلى هذه الدرجة التى جعلته جاداً ولأول مرة فى تهديده بالتنحى، وقالت إن هذه الخطوة تعكس انهيار آمال السلام التى تحدث عنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حملته الانتخابية بشكل سريع ودراماتيكى.
ومن جانب آخر، نشرت التلجراف تقريراً يتحدث عن أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما خاطر أمس الاثنين بإثارة غضب الفلسطينيين بدعوته رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو إلى البيت الأبيض، وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو الذى كان فى زيارة إلى واشنطن لإلقاء خطاب أمام مؤتمر لليهود الأمريكيين، كان يأمل فى لقاء مع الرئيس يؤكد من خلاله على متانة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وأوضحت التليجراف، أن البيت الأبيض كان يرفض على مدار ثلاثة أسابيع تقديم أى رد رسمى على الطلب الإسرائيلى، مما جعل الكثيرين فى إسرائيل يعتبرون أن هذا الصمت ازدراء لهم ووصل الرد الرسمى قبل زيارة نتانياهو بساعات، ورفض البيت الأبيض الكشف عن أجندة اللقاء فى محاولة التقليل من أهميته.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض المراقبين يفسرون هذا الموقف بأنه محاولة من جانب الرئيس الأمريكى لإبعاد نفسه عن ضيفه بعد الاتهامات العربية له برضوخه للضغط الإسرائيلى بشأن قضية الاستيطان اليهودى فى الضفة الغربية.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
صحف عالمية: مستقبل عملية السلام بعد عباس مجهول
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009 04:51 م
تنحى عباس قد يتسبب فى انهيار شريك إسرائيل على طاولة مفاوضات عملية السلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة