كثيرا ما أتساءل هل يوجد فعلا سبب علمى عملى لانجذاب النظرات بين الجنس والجنس المضاد. أم أنه مجرد توافق روحى يوجده الخالق بلا أسباب أو غالبا لأسباب لا ولن نعيها كبشر؟...
فقد تلاقت نظراتنا كثيرا وطويلا – وطويلا أى فى زمن مدته دقيقة كاملة – بدون سبب واضح ولا أعى حتى تلك اللحظة لماذا كنت أنظر لها ثم أبتعد بنظراتى إلى جهة أخرى، ثم لا ألبث أن أجد عيناى تذهب إلى حيث هى مرة بعد مرة بعد مرة على مدار دقيقة. أما هى فكانت نظراتها ثابتة على وعلى وحدى..
نظرات مستعطفة أحيانا نظرات اهتمام أحيان أخرى ونظرات إغواء أحيانا كثيرا أو ربما مزيج من كل هذا..
أندهش من مقدرة الخالق الإعجازية على جعل سلاح المرأة الأقوى من أى أسلحة للدمار الشامل وقوة إغواء المرأة للرجل أكثر تأثيرا من قوة أى كاتيوشا أو دبابة. أذكى رجل يمكن أن يقع فريسة لتلك النظرات والإيماءات والابتسامات أو أنصاف الابتسامات، وحتى وهو يعى جيدا أنه يتم إغواؤه الآن وحصريا وتحت مرأى ومسمع منه وكأنه يشاهد عملية قتله على اليوتيوب..
شاهدت عملية قتلى بأسهم أسلحة الدمار الشاملة، وحينما تحركت قاتلتى لتسير بعيدا عن مجال نظرى تحركت حواسى وتحرك جسدى خلفها غير قادر على منع نظراتى من الإحاطة بها وبكل تفاصيلها وكأن المغناطيس قد تمكن منى وهل يجذب المغناطيس سوى الحديد؟؟
لم تشفع وسامتى ولا تهافت الفتيات على فى تقديم أوراق قبولى لديها، ولم تترفق بى وهى تنظر فى أمرى أو بالأحرى وهى تنظر فى عيونى..
سرت وسرت ومن آن لآخر تتلفت حولها لتنظر بطرف خفى فتجد أسيرها يسير خلفها وقد تخيلت نفسى حيوانا أليفا -كلب يعنى- يتبع من ناوله.. عظمة ليس فى الكلب إهانة فالإنسان حيوان ناطق وطباع الكلب ربما أفضل وأنقى من الإنسان.
تملك هى كثير من أسلحة الدمار الشامل – أو على الأقل هكذا تخيلت- شعرا طويلا أنثويا غجريا كظلام عينيها سمراء البشرة، عيون عسلية واسعة برموش "ممسكرة" تعطى العيون مظهرا ساحرا تتهادى فى دلال لا يقاوم وتباطؤ يدعو ويرحب بمن بالأمر اغتوى، تبث عطرها فى الغلاف الجوى المحيط بها لتخطف نظرات جميع ذكور الشارع الذى يتصادف مرورهم أمام الدبابة فيرتبك قلبى ويغضب، لماذا يلهث الذكور حينما يرون أنثى ولم لا يغضون البصر ؟؟؟؟!!!!
تسير وتسير وأنا ماضٍ إلى قدرى كجهول يسير نحو درب مفروش بالورود.. طريق جهنم.
ثم تقف فجأة لتنتظر شيئا وتلتف يمينا وشمالا وعلى شفتيها المكتنزتين نصف ابتسامة تقدر بنصف كيلو من الجاذبية، فوقفت غير بعيد أنتظر قدرى المحتوم الذى كتب على واخترته بمحض إرادتى ووقفت هى تنظر إلى جهازها المحمول بيديها الصغيرتين تعبث به بأصابعها الرقيقة وتزيح شعرها الذى لا يقوى على الابتعاد عن وجهها فتزداد حدة ضربات قلبى ويصير الإغواء جحيما، تقدمت منها وهى ترمينى بنظرات ترحاب ولامبالاة ودلال فى الوقت نفسه..
طلبت التعارف بقاتلتى وجدت الصمت الذى يحمل معانى كثيرة من جانبها.. فلم تختف نصف الابتسامة ولم تعبر النظرات عن رفض ونفور ولكن الشفاه لم تجب بالموافقة أو الرفض..
ظلت صامتة تنظر لى بنصف ابتسامة، ثم نطقت أخيرا متسائلة "أنت عايز أيه ؟؟؟ أنت متعود تعاكس البنات يعنى؟"
وكأنها تريد إجابة محددة وتريد حوارا تكون بطلته هى، واعترافا صريحا منى بأن رؤيتها حطمت مقاومتى وأن النساء إذا دخلن مكانا به رجال يخرجون الأعز منهم أذل...
ظل الحوار بين المواربة منها والصراحة منى حتى كدت لا أفهم هل توافق على مرافقتى والتقرب منى أم لا... هكذا طبعهن سامحهن الله أو لا سامحهن الله هو الأفضل فى اتخاذ مثل تلك القرارات..
سرنا متجاورين، لأنها اكتشفت فجأة أن المارة ربما سينتقدون هذا المشهد، وربما هناك من يتابعها فيدرك أنها تسير لصيد رجل، وما أسهل دخول الظنون قلوب الرجال..
كان الحديث عزبا أدخلنى مع سهام النظرات فى حلم جميل، لم أفق عليه سوى فى ظهور أربع فتية أمامنا من ذوى العضلات المفتولة يلوحون بجنزير ضخم ومطاوى..
انتقلت من مرحلة أسلحة الدمار الشامل للأسلحة الخفيفة، وحينما لم أدافع عن نفسى ولم أكن مقاوما جادا أمام أسلحة الدمار الشامل، ففزعت من فكرة أن أجاهد مع أربع رجال أشداء غلاظ قساة القلوب، يبدو أن نبات البانجو زادهم قسوة، وفزعت من سوء العاقبة فإذا لم أحصل على غنيمتى وأستردها منهم سوف أكون فأرا أمام نفسى، وأمام قاتلتى وإذا جريت مسرعا لأنها ليست بامرأتى فسوف أكون فأرا نذلا وليس فأرا فقط، كلا الحالتين أسوأ وفى كلتاهما لن أكون إنسانا..
طلب المجرمون الأربعة "المزة" لأنها "تلزمهم" رفضت بكل إيباء وشمم فأشهروا الأسلحة البيضاء الخفيفة، فارتفع صوتى وطلبت قتلى على أن تأخذوا منى امرأة وإلا صرت مثلها مدفوعا بحماس وشهامة الرجال فى زمن مضى عليه سنين كثيرة فطلبوا فدية وثمنا، لأن يتركوها لى..
الحمد لله انتهت الصفقة بأن أخذوا المحمول الغالى الثمن ومبلغا من المال والساعة ثمنا لها ودفعت مقتنعا بأن هذا أفضل الحلول..
وسرنا متجاورين مرة أخرى، ولكن تلك المرة أكثر التصاقا وظننت أنى صرت أطول وأكبر لأحتويها وأضع يدى على كتفيها تارة وعلى خصرها تارة أخرى، كانت نظرات الامتنان والإعجاب تزداد من جانبها إلى فغزتنى للمرة الثانية، ولكن تلك المرة كانت أكثر صراحة مزينا بعبارات تعبر عن إعجابها بمدى شجاعتى وتعجبها لأننى أعرفها من ثوان، وقد دفعت ثمنا لحياتها وشرفها غاليا... فهمهمت بأن تلك طبيعتى الرجولية الفارسية وأن هذى العيون لها ثمنا غاليا عندى فضحكت، وهى تناولنى نظرات أكثر وأكثر حتى ظننت أننى تشبعت ولم أشبع... وضحكنا ضحك طفلين معا فعدونا وسبقنا ظلنا..
جلسنا مفتونين فى أقرب ماكدونالدز بطريقنا، وبدت علينا إمارات الحب والوفاق وكأن بينا ميثاقا غليظا منذ سنين عديدة، وأنا أشعر أننى أخطف من الزمن لحظات سعادة مدهشة...
وشربنا كأسا من الميلك شيك وكأننا ننهل من نبع السعادة.. فكنت أحمل دائما مبلغا فى شرابى لطوارئ السرقة بناء على تعليمات مشددة من أبى وأمى لأن "الدنيا مفيهاش أمان"...
استأذنت جميلتى للذهاب لتلبية نداء الطبيعة، فودعتها بنظرات الهيام، وأنا أحسد الحمام الذى سيأخذها منى للحظات...
وكلما مر الوقت أشعر باللوعة وتزداد نسبة الغرام فى الدم، حتى تخيلت أن طاقة الغرام بداخلى تكفى لاقتحام حمام السيدات وخطف حبيبتى ثم العودة والركض وراء المجرمين لاسترداد ما أخذوه منى مثل أى فيلم عربى أو هندى..
اللحظات تمر وأنا فى الانتظار ملييييييييييييت من طول بعااااااادك حنيييييييييييت..
ياريت ياريت ياريتنى عمرى ماحبيييييييييييت!!!!
عندما طال الانتظار ذهبت إلى جهة حمام السيدات فوجدت موظفا من موظفى ماكدونالدز، فأجابنى بابتسامة ماكدونالدز الشهيرة "المدام مشيت من بدرى أنا لمحتها يافندم"...
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة