محمد حمدى

معركة الورود الذابلة

الأحد، 01 نوفمبر 2009 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الثانى عشر من أكتوبر الماضى وتحت عنوان "الحرب المصرية الجزائرية" دعوت فى اليوم السابع الرئيس حسنى مبارك لاستضافة الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة يوم المباراة المصيرية بين مصر والجزائر فى نهاية التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم.

وقلت نصاً "حتى نتجنب هذا التصعيد والتأثير السلبى الذى يمكن أن تحدثه مباراة فى كرة القدم أياً كان أهميتها، أتمنى على الرئيس حسنى مبارك أن يستغل هذه المباراة لدعوة الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة لحضور المباراة الختامية فى القاهرة، بحيث تنتهى المبارة باحتفالية مصرية جزائرية يشارك فيها الرئيسان لتهنئة الفريق المتاهل.. أياً كان".

هكذا قلت كلمتى ومضيت وتفاعل معها الكثير من المصريين والجزائريين على موقع اليوم السابع حتى اشتعلت معركة أخرى على صفحات الصحف طرفاها هذه المرة المصرى اليوم والشروق فقد كتب الزميل مجدى الجلاد فى الثامن عشر من نفس الشهر وبعد ستة أيام كاملة مقالاً بعنوان "وردة لكل جزائرى" فى صحيفة المصرى اليوم، وفى نفس التوقيت تقريبا كتب حسن المستكاوى نفس المعنى لتشتعل معركة بين الصحيفتين عن من هو صاحب السبق فى الترحيب بالفريق الجزائرى، وجعلها مباراة فى الأخوة والعلاقات العربية.. رغم أن اليوم السابع هى صاحبة المبادرة الحقيقية بمبادرة من كاتب هذه السطور.

ولا يهمنا كثيرا لمن تنسب مثل هذه المبادرة.. المهم أن تحدث تأثيرا فى الشارع، وقد رأينا الجمعة الماضى أحمد شوبير ينتقل إلى الجزائر لإذاعة حلقة من برنامجه الكرة مع شوبير على قناة الحياة من مقر صحيفة الشروق اليومى الجزائرية فى مبادرة جديدة وعملية لاحتواء بوادر التوتر الإعلامية التى اشتعلت على المنتديات الكروية على الإنترنت.

وكل هذا الحراك جميل فى حد ذاته، لكن يبدو أن الشارع له رأى آخر، بالأمس كنت أجرى مناقشة عابرة مع نجلى الأكبر وزملائه فى المرحلة الثانوية، فوجدت أنهم لا يأبهون بما نقول، وأنهم يعدون العدة للذهاب إلى استاد القاهرة لتلقين الجزائرين درسا لن ينسوه.. هكذا قالوا، والحجة أن مصر تعرضت لإهانات جزائرية وحرق علمها ونشرت على المواقع الإلكترونية الجزائرية صورة الأهرامات وعليها علم الجزائر، وهذا من وجهة نظرهم جريمة لا تغتفر.

المشكلة أن معركة الورود الذابلة التى خاضتها الصحافة لم تحدث تأثيراً كبيراً رغم ما يشيع البعض، فالشارع الكروى فى البلدين لا يزال على احتقانه بل أشد.. ومن نخاطبهم نحن من بوابة الصحافة لهم بوابات ومنافذ أخرى يطلعون عليها ويكونون من خلالها آراءهم وتوجهاتهم.

وفى ضوء ما رأيت وما سمعت من الشباب المتحمس إلى درجة التعصب يبدو أن علينا أن نسلك طرقاً جديدة لتهدئة الجماهير الثائرة والمتعصبة فى البلدين حتى لا تتحول تلك المبارة إلى مأساة جديدة تضاف إلى الواقع العربى الملىء بالمآسى والخلافات العربية العربية على كافة الأصعدة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة