إذا ما استعرضنا وضعنا الحالى وحالة مصر على جميع الأصعدة فسنجد أننا فى فترة مراهقة فى جميع المجالات، سواء كانت سياسية أو دينية أو إعلامية أو تعليمية أو ثقافية أو فنية.
أما فى المجال السياسى فإن السياسة الداخلية للحكومة هى خير دليل على وجود فساد واستغلال لثروات الوطن، فإن المحسوبية والرشوة آفات منتشرة فى معظم المصالح الحكومية، وكما يقال فى الشارع المصرى "الجنيه غلب الكارنية"، أيضا السياسات التى تتخذها الحكومة فى مجالات عدة تدل على "مراهقة مبكرة" فى التعامل مع المشكلات التى تواجهنا.
وفى السياسة الخارجية فقد انكمش دور مصر فى المنطقة بعد أن كانت القائد والموجه لهذه المنطقة وخير مثال انكماش تأثيرها فى القضية الفلسطينية، وأصبحت هناك قوى خارجية تؤثر على الوضع فى المنطقة، وأهم هذه القوى أمريكا وتركيا والاتحاد الأوروبى وأيضا إيران.
وعلى الصعيد الدينى فنعم قد يكون شيوخ الفضائيات يؤدون دورهم على أكمل وجه فى الاتجاه الإيمانى والروحانيات، أما المراهقة الفكرية تكمن فى خوفهم من الدخول فى الأمور السياسية فهم مثل الطاووس عندما يتفاخر بنفسه ولكن أيضا كالنعام عندما يضع رأسه فى الرمال، وأيضا وجود مراهقة فى الفتاوى التى نمطر بها فى الفضائيات وكأن كل واحد منهم له مدرسة فى الفتوى.
أما فى المجال الإعلامى فحدث ولا حرج فكل مواطن لديه القدرة سواء كانت المالية أو أى قدرة أخرى فله منبر يصعد عليه ليطربنا بإلقاء الاتهامات على من يشوكه بشوكة وليحقق مكاسب خاصة فيها عدم احترام للمشاهد، هذه الفوضى الإعلامية لا تصدر من إنسان عنده معرفة وعنده قدر من النضج، هذا الإعلام الغير الناضج يشمل الإعلام الفنى بما يحمل من فيديو كليب وعرى، وإعلام رياضى لا تمت إليه الرياضة بأى صلة، وفى هذه الجزئية لا نقدر على إنكار بعض المحترفين الذين ظهروا على الساحة واحترموا عقل المشاهد وأهمهم على الإطلاق السيدة/ منى الشاذلى والسيد عمرو أديب.
ونجد فى المجال التعليمى مالا نجده فى بلاد العالم المتقدم، وهذا يبدأ من قلة الدعم للبحث العلمى وتطوير التعليم ليناسب تطور العصر والاهتمام بمرتب المعلم وتدريبه والاهتمام بالمدرسة، حيث إنها المصنع الرئيسى لتنمية الدولة والتعليم هو العمود الفقرى للوطن.
من ملامح الشخصية المراهقة بشكل عام هو عدم وجود ملامح محددة لهذه الشخصية والتسرع فى اتخاذ القرار وأيضا عدم القدرة على اتخاذ القرار السليم، فإذا أرادت مصر حكومة وشعبا الخروج من هذا النفق المظلم هو أن تبحث عن شعلة تضىء لها الطريق أو بمعنى أصح إذا أرادت أن تصل إلى حالة من النضج فلها أن تكون شخصية لها تؤثر وتتأثر بها، وإذا أرادت أن ترتب البيت فلها أن ترتبه من فوق فالخطأ الذى وقع فيه النظام ويشهد عليه التاريخ هو عدم وجود تداول للسلطة وعدم وجود ممارسة سياسية فعلية للأحزاب السياسية الموجودة على الساحة.
