حسين حرفوش يكتب: عندما نعلم أولادنا.. الكذب !!

الأحد، 01 نوفمبر 2009 02:56 م
حسين حرفوش يكتب: عندما نعلم أولادنا.. الكذب !! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما أثر عن الرسول الكريم قوله: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.."، وكذلك قوله.."من صنع إليكم معروفا فكافئوه.. فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه فقولوا له جزاك الله عنا خيرا".. هذا أقل ما يجب أن نقوله لمعلم الأجيال .. جزاك الله عنا خيرا.. فمن لديه ابن أو اثنان أو ثلاثة يشكو مر الشكوى مما يلاقى ويعانى، فما بالك بمن أمامه فصول مكتظة ويظل طوال يومه يدور بينها.. أنقيم له وعليه الدنيا إذا بدرت منه بادرة غضب فانفعل دون قصد فجاء انفعالا زائدا حين كان يريد الإصلاح.. فهل نحن ملائكة مع أولادنا الواحد أو الاثنين لنريده ملاكا مع أربعين أو أكثر أو أقل ؟!!، ولذلك عندما أسمع أن أحدهم استطاع الحصول على تقرير طبى "مزور"، من جهة طبية بسبب معرفة له ليقدمه لقسم الشرطة نكاية فى ذلك المربى الذى انفعل بقصد الخوف على مصلحة الولد.. ولم يكن انفعاله متجاوزا للحد.. أقف متعجبا ومستغربا.. حتى قلت إن التقرير وطالبه وكاتبه والجهة التى أصدرته مشتركون فى تعليم أولادنا الكذب، وأصل الحكاية أن أحد أولياء الأمور ينتسب ابنه لمدرسة ما.. ولأن معلم ذلك الابن قام بعمله التربوى فعاتب الولد على تقصيره.. وعناده وقام بإخراج الطالب من الحصة وإرساله إلى المشرف ليستدعى ولى أمره.. قامت قيامة الأب.. لسبب بسيط وهو كيف يعاتب على تقصيره ابن رجل يسبق اسمه حرف الدال؟! وحرف الدال أمام الاسم فى بلادنا الشرقية.. يعنى الكثير.. حتى لعب علينا الغرب.. عندما علموا بعشقنا لذلك الحرف.. فباعت جامعات أمريكية معروفة شهاداتها المزورة فى الواقعة الشهيرة.. بيع شهادات الدكتوراه.. وللأسف عاد الذين اشتروا حرف الدال لبلادهم الشرقية .. منتفشين فأمام أسمائهم يقبع ذلك الحرف العجيب فى بلاد الشرق العجيبة.. المهم أن ذلك الوالد الدكتور.. من خلال معرفة بزميل له فى مؤسسة طبية "يضرب" تقريرا طبيا.. يقدمه الوالد لقسم الشرطة نكاية فى المدرس الذى تجرأ وقام بمهمته التربوية!!.. والسؤال هنا.. كيف يسمح بسهولة حصول أى مدع بسبب معرفة شخصية.. على تقرير طبى.. على غير الحقيقة، بل أقل ما يقال عنه أنه مزور.. فيضيع بناء عليه وقت.. ويهدر بناء عليه حق.. ويُظلم بناء عليه إنسان.. وتُشوه بناء عليه سُمعة وسيرة.. ويضيع بناء عليه مجهودا كان ينبغى أن يبذل فى غير ذلك.. !!

وأتساءل كيف استساغ الوالد أن يعلم ابنه أسوأ الخصال ؟! وأتساءل كيف تجرأ المدعى فكذب؟! وكيف كتب من يحمل حرف الدال تقريره على غير الحق والحقيقة ؟!!، بل كيف سينظر ذلك الولد لأبيه بعد زمن؟! ..عندما ينضج ويسمع عن الزور والبهتان والادعاء على الناس بالباطل.. فهو بين أمرين أحلاهما مر: إما أن يكون ماهرا فى الكذب.. وأول من سيكتوى به نفسه وأهله.. وإما أن يمن الله عليه ببعض هداية.. وساعتها لا أدرى كيف ستكون نظرته لذلك الأب..؟!، بل ماذا سيقول ذلك الأب لربه يوم العرض عليه؟! وهذا هو الأهم.. يوم لا ينفع مال ولا بنون ألم يعلم بأن الكذب خلق سيئ ليس من أخلاق الصالحين ولا المؤمنين، وإنما هو من أخلاق المنافقين كما قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، وهل يوما تلا أو سمع قوله تعالى: (إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون) (النحل: 105).

وقد سئل النبى - صلى الله عليه وسلم -: " أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال: نعم. قيل: أيكون بخيلاً ؟ قال: نعم. قيل: أيكون كذابًا؟ قال: لا". (رواه مالك مرسلاً عن صفوان بن سليم). فمن الناس من يكونون ضعفاء النفوس، يتصفون بالجبن وشدة الفزع.. ومن الناس من يكونون بخلاء، يتصفون بالشح وقبض اليد.. هاتان الصفتان قد تكونان فى الجبلة والطبع .. ولكن الكذب لا يكون إلا مكتسبًا، ولذلك يحاسب عليه الإسلام حسابا شديدا ويشدد فيه أبلغ ما يكون التشديد.. لذا يقول الرسول الكريم: "وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا". (متفق عليه)، فكما أن الصدق عادة تكتسب بالتحرى، وبالمجاهدة وبالرياضة وبالتعود. وكذلك الكذب عادة تكتسب بالتقليد.. والسكوت عن بوادرها.. عندما أسمع ذلك يقشعر بدنى.. وآسف على أولياء أمور يعلمون أولادهم الكذب والفجور فى الخصومة.. دون أن يعلمونهم قيم الاحترام ومكارم الأخلاق.. يقول الشاعر قولا أنا مؤمن به.. بل أطبقه على أولادى.. وظللت زمنا طويلا أطبقه ووجدت نتيجته حبا واحتراما وثمرة فى شباب صالح.. وبنات رائعات..

يقول: "فقسا ليَزْدَجروا.. ومنْ يَكُ حازماً.. فليَقْسُ أحيانا على منْ يرحَمُ"

ثم تحت ضغط بعض الذين ركبوا موجة الحداثة.. وغيرت جلودهم الغربة.. فأصبحت تغريبا كمثل صاحب حكايتنا فى هذا المقال.. وكأحدهم الذى يقول لى ـ وقد رأى ولده وقد أنزل البنطلون تحت عظمة الفخذ".. فى حالة "تَسْـقيطْ"!! فإذا ما انحنى تكاد تنكشف سوأته.."، دول ولاد النهار ده.. لهم طبيعتهم.. التى يجب مراعاتها!!.. فقلت فى نفسى.. إذا كان نهار ابنك كذلك فهو نهار أسود!! وآثرت أن أترك له ثمرته المرة (ابنه) ليربيه على طريقة..

لقد نسى البعض أو تناسى أن تعاليم ديننا ثابتة.. فالكذب لا نتجاوز عنه منذ بعثة النبى إلى الآن.. والقبح لا نصاحبه، بل مطلوب منا تقويمه وإصلاحه هذا منذ عهد النبى إلى الآن.. فهل مطلوب منا نحن ـ المربين _ تحت ضغط قلة..أن نترك مبادئ ربينا عليها أجيالا.. وما زلنا نربى عليها أولادنا؟!.. فإذا كان المطلوب منا ترك ما آمنا به.. فلتعلم تلك القلة أننا لن نترك القبح ليصبح قاعدة فيخفى جميل ونبيل الخصال.. ولن نترك قلة الحياء لتصبح سمة من سمات أجيالنا.. فمن لا حياء فيه لا خير فيه.. ومهما أصر البعض على تعليم أولادهم بقصد أو بدون قصد سيئ الخصال.. أو تغاضوا على عيوب أولادهم بسبب تقصيرهم فى حق هؤلاء الأبناء بانصرافهم عنهم منشغلين فى جمع حطام دنيا تاركين المهم والأهم.. فنحن مستمرون على طريق الخير.. لا تحركنا رغبة.. ولا تثنينا رهبة.. واثقين بأن معنا كثرة صالحة طيبة شعارها (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِل صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا )..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة