ذكر تقرير لوكالة الأسوشيتدبرس أن مؤتمر الحزب الوطنى الديمقراطى شهد معارضة لم يسبق لها مثيل حول احتمال تولى جمال مبارك رئاسة البلاد، وأشارت إلى أنه لأول مرة يقترح هؤلاء المقربون من النظام الحاكم ضرورة النظر إلى بدائل لمنصب الرئيس القادم، حيث هناك مخاوف أوسع ألا يكون جمال مستعدا لتولى مثل هذا المنصب أو أن تؤدى محاولته خلافة أبيه إلى عدم استقرار البلاد الأكثر كثافة سكانية فى العالم العربى.
ولم يتحدث مبارك حول هذه القضية فى كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، ولكن فى محاولة واضحة منه لإنكار أى صدع بين الكبار والشباب، أثنى الرئيس على القيادة الشابة وبرنامج الإصلاح الطموح الذى يقودة نجله جمال.
وقد لمعت أسماء مرشحين لهم باع كبير فى السياسة وهم عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ومحمد البرادعى رئيس هيئة الطاقة الذرية، ولكن إثارة مثل هذه الأسماء له مغزى هام، فالسياسات المصرية عميقة الغموض، كما أن السلطة تتركز فى حسنى مبارك الذى يمثل أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة والقليل هم من يعرفون عن كيفية اتخاذ القرارات.
ويثنى تقرير الأسوشيتدبرس على حنكة ولباقة وروح الدعابة التى يمتلكها مبارك فلقد أشاد بقوة بقادة الحزب الوطنى الشباب دون أن يذكر ابنه بالاسم، كما شجعهم على الإعداد للانتخابات البرلمانية فى 2010 بأفكار جديدة.
ويفترض التقرير سيناريو واحدا للتوريث، وهو أن يتنحى الرئيس حتى يترك لأبنه المنصب، ولكن هناك بديلا وهو أن يبقى مبارك لفترة رئاسة ثانية ليمنح أبنه مزيد من الخبرة والأساسات.
وأشار إلى دعوة الصحفى والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذى كان يحظى بثقة كل من السادات وعبد الناصر، إذ دعى مؤخرا إلى إعادة صياغة الدستور ووضع ترتيبات إنتقالية من خلال مجلس حكماء يعمل على إعادة بناء الدولة، وقال هيكل فى حديث لصحيفة المصرى اليوم "إن الوضع الراهن سيؤدى إلى فوضى مظلمة فالبلاد تعيش حالة توتر شديد".
كما دعا عماد الدين أديب قطب الإعلام والقريب من مبارك إلى إرساء عملية انتقال للسلطة أكثر انفتاحا، وأكد على أن الرئيس مبارك لا يمكن أن يغادر البلاد لتذهب إلى المجهول.
ويختم التقرير موضحا أن أنصار جمال مبارك يبدو أنهم غير مبالين بالنقاش الدائر حول التوريث، ويقول محمد كمال مسئول بالحزب الوطنى "لقد قمت بزيارة العديد من القرى والبلدات فى كل أنحاء مصر ولم أجد شخص يهتم بهذه القضية، فيبدو أنها قضية النخبة"، ويضيف "مازال أمامنا سنتين للتحدث حول قضية الانتخابات الرئاسية".
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
