أدباء: مصطفى محمود بوابة الدخول للمعرفة

الأحد، 01 نوفمبر 2009 10:51 ص
أدباء: مصطفى محمود بوابة الدخول للمعرفة المفكر الراحل مصطفى محمود
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحيل قامة كبيرة مثل العالم المفكر مصطفى محمود طرح العديد من التساؤلات، من منا لم يقرأه؟ ومن منا لم يتأثر به، سواء قرأناه فى صبانا أم فى شبابنا، كتبه الـ89 بالتأكيد مرت علينا وتركت العديد من الآثار.

الكاتب والزميل محمد فتحى يشير فى بداية حديثه إلى أن الراحل كان قيمة كبيرة من الصعب أن نطولها، فكان مفكرا وكاتبا وعالما، ولا ينسى أحد معركته الأخير حول كتابه "الشفاعة"، والذى يصفه فتحى بأنه مثال حى لاجتهاد المبدع الحقيقى، بل والتزامه بالرد على من هاجمه بكل أدب وأريحية.

ويؤكد فتحى على أن مصطفى محمود مثال للمبدع الشامل، ومسرحيته "زيارة للجنة والنار" تؤكد تفرده، فالرجل كتب القصة والرواية والمسرحية والمقال الصحفى، بجانب كتاباته الدينية والعلمية.
ويقول محمد فتحى: "لقد تأثرت كثيرًا بمصطفى محمود، فاخترت أن أكتب المقال والقصة والرواية، بجانب الكتابات الدينية".

وتطرق فتحى لتجاهله من الدولة، ويشير إلى أنه يعد خير نموذج للمثقف الحقيقى الذى أعطته الدولة ظهرها، فقد ظل الرجل مريضاً منذ خمس سنوات، ولم يكتب عنه أحد، كما لم يهتم برنامج تلفزيونى بتخصيص حلقة عنه، ومنع برنامجه "العلم والإيمان" كان مقصوداً، لأن التلفزيون المصرى رفض شراء مادة فيلمية تناسب الموضوعات التى كان يتحدث فيها، كما ذكر فتحى واقعة أخرى خاصة بمنع بروفات مسرحية "زيارة للجنة والنار" التى كان جلال الشرقاوى قد شرع فى إخراجها.

الشاعر فارس خضر أشار فى بدء حديثه إلى أنه سيختلف فى الكثير مما سيقوله عن الآخرين، فهو يرى أن مسيرة مصطفى محمود الإنسانية أفضل بكثير من منجزه العلمى والإبداعى، وأوضح خضر أنه يعنى بمسيرته الإنسانية أعماله الخيرية.

وقال خضر إن مصطفى محمود كان يخلط عبر سنوات طويلة بين طريقتين فى التفكير هما التفكير العلمى والميتافيزيقى، وهو ما لا ينبغى الخلط بينهما، حيث يشير خضر إلى أن العلم لا يعترف بالميتافزيقا، فى حين أن مصطفى محمود كان يتخذ من المنجزات العلمية متكئا للوصول إلى نتائج ميتافيزيقية والعكس.

وقال خضر: "برنامجه العلم والإيمان الذى استمر فى التلفزيون سنوات، دمر العقلية المصرية، وفتح بابا للسلفيين لينفذوا منه بسهولة، كما أنه سمح للتعصب الدينى بالظهور بشكل كبير، وأفرز العديد من العلماء الذين ساروا على نهج مصطفى محمود مثل زغلول النجار.

ويرجع خضر اعتراضه على مصطفى محمود فى هذه النقطة إلى أن الناس كانت تستهويها هذا البرنامج لأنه يؤكد ما يعرفونه بالضبط، وكان يحاول تضييق الخناق على الشك لديهم، ويشير خضر إلى أن الشك مطلوب لأنه يؤدى إلى منجزات علمية. وأشار خضر إلى أنه يتعامل مع كتبه باعتبارها كتبا إبداعية وليس باعتبارها فكرا دينيا أو فكرا علميا.

القاصة بسمة عبد العزيز اختارت أن تتحدث عن كتاباته الفلسفية التى أثرت فيها كثيرا، وهى فى الرابعة عشر من عمرها، عندما قرأت له كتابين هما "الوجود والعدم" و"رحلتى من الشك إلى اليقين" وهو ما فتح أمامها طريقا لقراءة فلاسفة آخرين منهم سارتر ونيتشه.

وتقول بسمة إنها لم تلم بكتابات مصطفى محمود الأخرى، لكن بالتأكيد ترك أثرا كبيرا داخلها، لأنها وجدت فيما قرأته كلاما مختلفا عما يقال فى هذه المرحلة العمرية.

وتشير بسمة إلى أن الفلسفة ليست مادة تراكمية، فالجديد فيها لم يلغ القديم، لأنها ليست كالنظريات الرياضية التى تمحو جديدها قديمها، وهكذا لم يلغ مصطفى محمود ما كان قبله، لأن إسهاماته الفلسفية كانت خاصة به، ولم تكن مدرسة فلسفية جديدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة