لا أعتقد يوماً أن يكون الحب سبباً فى انتعاش من يحبون!! وإن كان كذلك فلا هو حب ولا يحزنون.
فمنذ قديم الأزل ترى وتسمع والكل يقول: إن الحب كالمرآة العمياء التى تخدع صاحبها، فكيف ترى الحب نار وفى نفس الوقت تتغنى به!! وهذا التناقض موجوداً لدينا دائماً وليس فى الحب فقط.
وربما تتساءل الآن ما علاقة الحب بالتناقض الذى أتحدث عنه؟! أقول لك أنى رأيت تناقضاً غريباً وعجيباً فى أبسط الأشياء التى تجمعنا ألا وهى الوقت، فنحن لا نقدر الوقت رغم ما نقوله من أمثال وحكم مثل "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك، وأيضاً نقول دوما مقولة يحفظها الكل وكم كانت تتردد على أسماعنا ونحن صغار ونقف فى طابور الصباح ونستمع لإذاعتنا المدرسية التي تطل علينا بحكمة اليوم وكل يوم وهى: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
وغيرها من المقولات التى نرددها كالببغاء دون فهم أو وعى، ومن ثم تربى البعض منا على ثقافة السمع لا التطبيق والدليل أننا نقدس المواعيد بشكل يدعو للضحك، فلا نعترف بعداد الساعة أبداً، ولكن نقول: سأراك العصر، وسوف أمر عليك بعد الظهر، وانتظرنى المغربية !!
وغيره من العبارات التى وإن صدق صاحبها، فإنه كثيراً ما سننتظره ميعاده ربما من بعد الظهر إلى أن يشاء الله ويمن علينا بتشريفه.
بالطبع هنا تشعر أنى أقول كلاماً مكرراً ويبدأ الملل يتسرب بداخلك وتلعن اليوم الذى قررت أن تقرأ ما أكتب، ولكنى كالعادة "شطحت" بأفكارى وتساءلت إذا كنا لا نحترم المواعيد، فهل عندما نقع فى الحب يكون ذلك هو الموعد المناسب أم على المقيمين خارج السرب ومحافظين على مواعيدهم مراعاة فروق التوقيت!؟
ولهذا أدعوكم جميعاً أن تشاركونى هذه "الشطحات" ولكى يطمئن قلبك ولا تقول أنى أقع فى مشكلة عاطفية وأريد أن "أدوش دماغك" بها، فسوف اربط لك بين ثقافة عدم احترام المواعيد وأمور أخرى تظهر كثيراً لدينا، ففى الكورة مثلاً يبقى الفريق محتاساً طول الوقت وتأتى آخر عشر دقائق لتجد فريقاً من نار يلعب، ولكن أين كان طوال الوقت؟
ليس هذا فحسب، ولكن انظر حولك وابتسم كلما رأيت مضيعة للوقت سواء كانت فى مصلحة حكومية أو مواعيد القطارات والمترو والأوتوبيسات أو حتى مواعيد البرامج فى التليفزيون وأيضاً إذا قررت الذهاب للطبيب، فإنك تجلس بانتظار "جودو" أقصد الدكتور الذى يأتى بعد ميعاده بعدة ساعات ولا عزاء للمريض !!ولا يزال الوقت ضائعاً بيننا ولا فائدة من وجوده حولنا.
أعتقد أنك الآن قد فاض بك الكيل وتشعر أنى لم أضف جديداً، بل وربما ترى مضيعة الوقت فيما تكبدته عيناك من عناء قراءة لما كتبته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة