لا نعرف إن كنا نفرح أو نحزن من نبأ القبض على 31 شابا مصريا فى الدقهلية بتهمة القرصنة الإلكترونية وسرقة أموال من بنوك أمريكية. قد يجد البعض فى هذا نوعا من الفخر أن لدينا شبابا استطاعوا الوصول إلى درجة من الاحترافية الإلكترونية تمكنهم من اختراق بنوك عبر القارات.
لكن الفرحة لا تكتمل عندما نعلم أن هؤلاء الشباب العباقرة، الذين يحتل أمثالهم قيادات مؤسسات معلوماتية وتكنولوجية، يستخدمون مواهبهم فى أعمال إجرامية. هم متعلمون جيدا، ومدربون تكنولوجيا.
وهم إن صحت التهم الموجهة إليهم ليسوا لصوص غسيل أو دجاج يسرقون ويخاطرون بحياتهم من أجل بيجامة كستور أو بطة، يبيعوها بثمن بخس، لكنهم يمتلكون من الوعى والإدراك والاحتراف الإلكترونى. ما يجعلهم متميزين. يمارسون نوعا جديدا من الجرائم لم تعرفه مصر من قبل.
هذا يعنى أننا دخلنا العصر الحديث من أوسع أبوابه، لكننا دخلناه من باب خطأ. ربما كان تحول هؤلاء الشباب إلى الجريمة جاء تحت ضغط البطالة أو الفشل فى الحصول على تقدير للموهبة، وليس بالضرورة أن يتحول كل العاطلين إلى لصوص لكنه مؤشر على ما يمكن أن يقود إليه الإحباط. ويحول شبابا يمثل مخزونا للموهبة إلى طريق الإجرام. وقد أصبح الدخول فى عصابة دولية عن طريق الإنترنت أمرا ممكنا، بفضل شبكات الاتصال العالية. حيث اللصوص معلوماتيون والمسروقات بالملايين.
ولا نعرف إن كان المتهمون شبابا مغررا بهم أم ضحايا، للعصابات الدولية أو الإحباط والبطالة المحلية. لكنه مؤشر يكشف إمكانية أن يسرق شاب مقيم فى الدقهلية أو طنطا أو القاهرة، أموالا من نيويورك أو سيدنى أو من القاهرة.. فالعالم أصبح قرية صغيرة. تجعل المسافة بين الدقهلية ونيويورك ضغطة زر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة