خطب وتصريحات وردية لم تؤد لإحلال الأمن فى العراق أو إحداث تغيير حقيقى فى الصراع العربى الإسرائيلى أو حتى إنهاء العنف فى مناطق التوتر فى العالم فى أفغانستان وشبه القارة الهندية. ورغم ذلك توجت الأكاديمية الملكية السويدية الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالسلام. وهو الأمر الذى أثار علامات استفهام كثيرة حول استعجال لجنة نوبل فى منح أوباما الذى لم يكمل عامه الأول فى السلطة، ومازال متعثرا داخليا وخارجيا. بل إن البعض تساءل حول كون جائزة نوبل نفسها تمنح للأمريكيين بغض النظر عن إسهاماتهم للبشرية.
فقد أعلن معهد كارولينا للطب فى مدينة ستوكهولم عن منح جائزة نوبل فى الطب لهذا العام إلى ثلاثة علماء أمريكيين، لدورهم فى الأبحاث الخاصة بالكروموسومات التى تحوى الشفرة الوراثية. كما منحت جائزة نوبل مجال الفيزياء إلى ثلاثة علماء يحملون الجنسية الأمريكية هم تشارلز كاو، وويلارد بويل، وجورج سميث وفى العام الذى سبقه حصد ثلاثة أمريكيين جوائز نوبل فى الكيمياء. أما عام 2007، كانت الجوائز من نصيب 11 شخصا ومنظمة واحدة ممثلين لبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
وكانت جائزة نوبل للسلام فى العام الماضى من نصيب الرئيس الفلندى السابق مارتى اهتيسارى.. ويأتى حصول اهتيسارى على هذه الجائزة تقديرا للجهود التى بذلها خلال ثلاثة عقود فى كافة أنحاء العالم من أجل حل النزاعات الإقليمية والدولية. فيما اعتبر منتقدوه أن الولايات المتحدة دعمته لأنه ساهم فى انفصال إقليم كوسوفو وتفكيك يوغسلافيا. وقد أجرت اليوم السابع حوارا مع اهتيسارى ننشره فى وقت لاحق.
ويحتدم النقاش فى الأوساط الأدبية والثقافية بين المعترضين والمناصرين لمرشحى جائزة نوبل، ويعتقد الكثير من المراقبين أن منح هذه الجائزة فى مجالى الأدب والسلام لا يخلو من دلالات سياسية. فعلى سبيل المثال لم يحصل السياسى والفيلسوف الهندى المعروف المهاتما غاندى على هذه الجائزة، على الرغم من أنه رشح لها 12 مرة. لجهوده فى مكافحة الفقر والقهر ونشر التسامح، كما لم يحصل عليها عمالقة الأدب العالمى مثل الكاتب الروسى ليف تولستوى وأنطون تشيخوف.
وقال الكاتب الفرنسى مارك هولتير بهذا الصدد: "فى الحقيقة إن حوالى 70 % من حالات منح جائزة نوبل جاءت لاعتبارات سياسية. فمثلا بالرغم من أننى أعتبر الكسندر سولجنستين كاتبا كبيرا فقد تم منحه الجائزة بسبب وقوفه ضد نظام تنتقده لجنة منح الجائزة، وليس نتيجة إبداعاته الأدبية".
وعلى طول تاريخ جائزة نوبل لم يفز بها من العالم العربى سوى 4 مصريين وهم الرئيس الراحل أنور السادات والأديب العالمى نجيب محفوظ والعالم المصرى الدكتور أحمد زويل ومحمد البرادعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بينما فشل الشاعر السورى الكبير أدونيس فى الفوز بها رغم ترشيحه لها مرات عديدة.
غاندى رشح لها 12 مرة ولم يحصل عليها..
كاتب فرنسى: 70 % من جوائز نوبل لاعتبارات سياسية
الجمعة، 09 أكتوبر 2009 03:32 م
الكاتب الفرنسى مارك هولتير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة