أكرم القصاص - علا الشافعي

د. خميس الهلباوى

الوهم التكنولوجى المستتر والمبتكر

الجمعة، 09 أكتوبر 2009 09:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من إيجابيات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والتوسع فى استخدام الفضائيات التى لها منافعها كما أن لها مضارها، ومن منافعها نشر ثقافات الشعوب، وجعل دول العالم وكأنها قرية صغيرة، فانتشرت السلع الأمريكية والأوربية والصينية وغيرها، وفتحت مجالات جديدة للاستثمار وأيضاً لها مساوئها من نشر الثقافات الفاسدة والمفسدة، وما دفعنى لكتابة هذا المقال هو المساهمة فى درء المكاره التى أشعر بها عن البسطاء من الشعب المصرى الطيب.

ونظراً لأهمية الموضوع نكتفى هنا بشرح حالة يجب معالجتها من القيادة السياسية، حيث إنه من الواضح فى مصر الآن أن أكثر المسئولين يخطئون فى حق الوطن والمواطن بدون وازع من ضمير إنسانى أو حس وطنى، وخاصة فى القنوات الفضائية، وأقصد هنا جميع القنوات الفضائية تقريياً، ومع الأسف، الحكومية منها والخاصة وجميعها تتسابق فى خداع البسطاء من هذا الشعب، وتستغل فقر الغالبية ورغبتهم الإنسانية فى الحصول على مكاسب سهلة.

فالمشاهد العادى يمكنه أن يلاحظ مسألة الخداع التى تمارسها القنوات الفضائية، خاصة فى الإعلانات التى تعلن للمواطنين عن قيامهم بالاشتراك فى مسابقات مثل البلاى ستيشن، أو الأسئلة الدينية أو عن مشاكل الأشخاص العادية ....إلخ، والرد عليها عن طريق التليفون أو الـ SMS مع الوعد بمكاسب كبيرة، مثل سيارة أو خمسة آلاف جنيها أن غيرها بعد سحب القرعة، وبعضهم يعلن أن ثمن المكالمة 1.25 جنيه مصرى أو 1.50جنيه مصرى للدقيقة الواحدة.

ومن الطبيعى أن يشترك الآلاف من بسطاء الشعب رغبة منهم فى تحقيق المكاسب، ويقومون بالاتصال وتكون المفاجأة، أنه عند اتصال المواطن عن طريق التليفون مثلاً أن يرد عليه الطرف الآخر ويقوم بتعطيله لدرجة أن تستغرق بعض المكالمات أكثر من 5 دقائق، بحيث من يخطئ بالوقوع فى الشرك يتكلف أكثر من 7 جنيهات، فى المرة الواحدة فإذا افترضنا أن قيمة الدقيقة الفعلية التى تسددها القناة الفضائية لا تزيد عن 25 قرشا فإن صافى مكسب القناة عن كل مكالمة تصبح أكثر من خمسة جنيهات، ونفترض أنها 5 جنيهات.

فإذا افترضنا أن المكالمة تحقق ربحا يعادل حوالى خمسة جنيهات، فإذا كان عدد المواطنين المتصلين فى كل حالة 500000 شخص، وهو أقل عدد متوقع من يشاهدون القنوات الفضائية، يصبح دخل القناة من الإعلان عن مسابقة واحدة يعادل حوالى 2.5 مليون جنيه مصرى وهو أقل تقدير، فلو فرضنا أن القناة صادقة، وستقوم بتوزيع الجائزة التى لن تتعدى قيمتها 10000جنيه مصرى، فيمكننا معرفة مدى النصب الذى يقع فيه الشعب المصرى ومدى المبالغ التى تحصل من البسطاء فى مقابل وهم يسمى مسابقات القنوات الفضائية.

فلو حسبنا عدد القنوات الفضائية وعدد المسابقات فى كل قناة فسنجد أن المصيبة كبيرة، لأن الشعب المصرى فى حاجة لكل مليم ينفق ويحول إلى الخارج، فى حسابات أصحاب القنوات الفضائية فهل تسدد ضرائب عن تلك الإعلانات والمسابقات؟، الله أعلم. وحسبى أن تقوم السلطة السياسية بإصدار التعليمات لحفظ حقوق الشعب والدولة فى هذه العمليات المشبوهة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة