احتفلنا هذه الأيام بذكرى غالية علينا جميعاً، ألا وهى ذكرى نصر أكتوبر عام 1973، تلك الحرب التى تمثل مدعاة للفخر لكل عربى ومسلم، بل ولكل إنسان يرفض العنصرية والاعتداء واغتصاب الأراضى بالقوة.
والحقيقة أننا دائما ما ننسى فى خضم هذه الاحتفالات عاملاً من أهم عوامل النصر فى هذه الحرب، وهو التحالف العربى والاصطفاف الكامل من الدول العربية فى مواجهة العدو الإسرائيلى.
ذلك التحالف كان له أثر كبير ليس على مجريات الحرب على الأرض فقط، بل وعلى تدمير الروح المعنوية للفرد الإسرائيلى.
تخيلوا معى الإسرائيلى وهو يجد نفسه فجأة وبلا مقدمات فى مواجهة أمة كاملة تحاصره من كافة الجهات وبكل إمكانياتها اقتصادية وعسكرية وتعبوية.
تخيلوا الإسرائيلى وهو يجد نفسه فجأة بين مطرقة مصر من الجنوب وسندان سوريا من الشمال.
تخيلوا أن التنسيق وصل مداه أن يتم غلق مضيق باب المندب فى أقصى جنوب البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية.
أكاد أشبه هذه الحرب بمعزوفة موسيقية عربية أصيلة تم عزفها من مسقط إلى مراكش وحق أشقائنا العرب علينا أن نذكر وقفتهم بجانب أشقائهم المصريين فهى حربهم كما هى حربنا.
فلن ننسى يا عراق طائراتكم وهى تشارك على الجبهتين السورية والمصرية. ولن ننسى يا جزائر هوارى بومدين وهو يوقع للسوفييت شيكاً فارغاً ليشترى منهم أسلحة وعتاداً لمصر بعد مغالاة السوفييت فى أثمانها.
لن ننسى يا عرب الخليج موقفكم المشرف والبطولى بقطع إمدادات النفط عن الغرب.
لن ننسى الملك فيصل وهو يقول (مستعدون أن نحرق نفطنا ونعود للخيام والجمال).
المغرب ولوائيه المدرعين على كلتا الجبهتين المصرية والسورية إلى جانب أسراب طائراته.
وإن كان لحرب أكتوبر دروس مستفادة على الأصعدة العسكرية والعملياتية والاستخباراتية لكلا الطرفين فى الحرب.
فإن الدرس المستفاد سياسياً وفكرياً من هذه الحرب لنا كعرب هو الإثبات العملى على واقعية الوحدة العربية وعلى قابليتها للتحقيق على الأرض، والإثبات العملى كذلك على تهافت وتداعى دعاوى القطرية والفرقة بين البلدان العربية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة