لم تكتف هند أحمد عبدالسلام جلال بتحقيق التفوق فى الثانوية العامة مما أهلها لدخول كلية الإعلام، وإنما خطت خطوات أوسع بعد دخولها الجامعة، فاستطاعت خلال سنواتها الأربع أن تحقق تفوقاً آخر يؤهلها للانضمام إلى هيئة التدريس بالكلية، ولكن هذا لم يحدث وربما (لن) يحدث أبداً!
تقول هند: «حكاية تفوقى بدأت هنا، وحكاية مأساتى أيضا، فمن داخل الحرم الجامعى رمز العلم والأدب والثقافة، وتحديدا من داخل كلية الآداب جامعة المنصورة (قسم الصحافة والإعلام)، تخرجت عام 2006 بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف، وبترتيب الأولى على الدفعة، وبعد أربع سنوات من العناء والتعب قضيتها بين الكتب حتى أحقق حلم حياتى، فإذا بالصدمه تقتلنى عندما وجدت لوائح جامعية جائرة تكبلنى، تقارن بين مجموع درجات خريجى الأعوام الحالية والسابقة واللاحقة، رغم اختلاف ظروف الامتحانات لتحديد الأولوية فى التعيين، وفوجئت بأن الدفعة التى تسبقنى بها من هم أعلى منى مجموعا، وقد قيل لى إنهم من ذوى أقارب أساتذة الجامعة، ثم صعقت حين سمعت أن الدفعة التى سوف تتخرج بعدى محجوزة لتوأم رئيس القسم آنذاك، الذى بذل كل جهده حتى قام بتغيير نظام القسم ليكون ثلاث شعب (صحافة-علاقات عامة-إذاعة وتليفزيون) حتى يتسنى له تعيين كل ابن فى شعبة منفصلة، ولأكون أنا بذلك آخر دفعات النظام القديم، وبالطبع فالقسم ليس بحاجة لأوائل هذه الدفعة.
تضيف هند بأسى: «أنا هنا لا أطعن فى مصداقية أحد ولكن نظام التوريث فى الجامعات الذى اجتاح مصر كالوباء، كالقطار الذى دهس حلمى وحلم غيرى من المتفوقين أبناء البسطاء، حتى وصل الأمر بأحد عمداء إحدى الجامعات للتصريح فى برنامج تليفزيونى شهير بأن استبعاد المتفوقين لحساب أبناء الصفوة من الأساتذة يتم بتخطيط من أول سنوات الدراسة!
تقول هند بصوت يغالب دموعها: «طالما حلمت بنفسى أقدم لبلدى جهدى لأراه فى مقدمة صفوف العالم أجمع، لكن هيهات فقد أغلقت السدود، وتحول الحب إلى إحساس بالمرارة يعتصر قلبى، والآن وأنا أعيش وسط بشر ماتت قلوبهم ودفنت ضمائرهم، الآن فقط ألتمس العذر للشباب الذى يلقى بنفسه وسط الأمواج العاتية ليركب سفينة الموت خارج بلده بدلاً من أن يركبها داخله».
لمعلوماتك...
>> 60 ألفا هو عدد أعضاء هيئة التدريس فى مصر موزعون على أكثر من ثلاثين جامعة