د.حمزة زوبع

موقعة "ذات النقاب"!

الخميس، 08 أكتوبر 2009 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا.. ليس ما ذهبت إليه عزيزى القارئ، فأنا لا أتحدث عن إحدى مواقع نصر أكتوبر العظيم والذى أعاد إلينا جزءا من كرامتنا، ولا أتحدث عن موقعة حدثت فى عصور أوائل المسلمين .. أحدثكم عن موقعة "ذات النقاب" التى انتصر فيها إمام المسلمين، شيخ الجامع الأزهر الشريف، فهل سمعتم بها؟
إنها موقعة شهيرة وقعت فى إحدى مدارس معاهد الأزهر الشريف.

كان الشيخ الجليل يتفقد أحوال الطالبات، فلفت نظره أن إحداهن ترتدى النقاب فارتبك وارتعد وانفعل واحمرت وجنتاه الكريمتان، وكأنما رأى العدو فهتف فى الجموع المحتشدة :
أيها الجنود.. استعدوا فقد بدت فى الأفق جحافل العدو متنكرة ..
أيها الجنود إذا رأيتم امرأة ترتدى نقابا فهى ليست امرأة بل فى الحقيقة هى أميرة جيوش العدو.

أيها الجنود عليكم بمحاصرتها وإن استطعتم أسرها فلتفعلوا ولكم أجران: النصر والشهادة (شهادة التأمين على الحياة).

فلما اقتربت المنتقبة من فضيلته وهى فى عمر ابنته، سألها لكى يثبت صحة وجهة نظر فضيلته أنها ربما تكون من الأعداء المتنكرين:
أامرأة أنت أم رجل متخف فى زى امرأة ؟ جاء لينشر الفساد فى البلاد ويعيدنا إلى عصور ما قبل النهضة؟

ولو كنت رجلا تبقى " ابن مين "!!
فلما همس أحدهم فى أذنيه أنها طالبة فى سن الزهور...
شخط فيها الإمام شخطة فبكت الصبية الصغيرة بين يديه من هول ما رأت!
فلما رآها تبكى أشار للجنود بالابتعاد قائلا : لا تروعوا إنها فتاة تدرس فى المعهد ولكنى سأنتقم منها بسبب الفزع الذى أدخلته فى القلوب!
وطالب الشيخ الفتاة بنزع نقابها ففعلت بقلب ثابت وجسد مرعوب!!
وكيف لا تفعل والجنود من حولها يحاصرونها، وبدأ الشيخ وصلته المعتادة فى الإهانة والسب والشتم، والصغيرة لا تحتمل فعلته فبكت من شدة ما رأت!
وراحت الفتاة تتساءل فى سرها: أهذا إمام المسلمين الأكبر؟
وماذا لو وقعت أسيرة فى يد نتانياهو أو ساركوزى اللئيم؟
أى جرم أجْرَمتُ وأى فعلةٍ فعلتُ ليصب الإمام فوق رأسى كل هذا الكلام المهين، وينزل بى لعنات لم يصبها يوما على عتاة المجرمين ؟
بأى ذنبٍ أخذت وبأى جريرةٍ شتمتُ أنا وآبائى الأولين؟
ونظَرَت إليه لعله يرحمها فنظر إليها باحتقار بعد وصلة جديدة من السباب والشتائم!
ذهب الشيخ رافعا رأسا منتصب الهامة وقد خلف خلفه فتاة صغيرة تحولت إلى جثة هامدة.
وهنا هتف الجنود من حوله: الله أكبر الله أكبر ..
ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ..

ثم عاد الشيخ إلى بيته مستريح البال ليقص على أبنائه وأحفاده البنات والبنين قصة موقعة "ذات النقاب"، فالتفتت إليه إحدى حفيداته سائلة فى دهشة واستغراب: جدو يا جدو هى البنت اللى فضيلتك أمرتها بخلع النقاب من الأعداء؟
فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على..
ثم خر ساجدا لله على النصر المبين الذى أعاد للإسلام عزه ومجده ...

وقطع سجود الشيخ صوت مذيع الأخبار وهو يتحدث عن حصار اليهود للمسجد الأقصى واعتقالهم للشيخ رائد صلاح الدين ... فأفاق الشيخ قائلا: بعد موقعة ذات النقاب آن الأوان لكى ننتصر على هؤلاء الخوارج المجرمين
الذين ينغصون حياة إخوتنا اليهود الذين بيننا وبينهم سلام وعهد إلى يوم الدين.
والتفت إلى حفيدته قائلا : موقعتنا الكبرى مع هؤلاء!! وكررها ثلاثا حتى تمنت عليه حفيدته أن لو صمت .. يا ليته صمت.

آخر السطر
لم يكن الأزهر يوما ما فى حال أسوأ مما هو عليه اليوم ... سامحك الله يا شيخ الأزهر وعفا عنك، ولكن ليس قبل أن تعفو عنك تلك الفتاة الصغيرة المكلومة فى عرضها، وممن؟ من الإمام الأكبر !






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة