مش معقول.. مش معقول.. مش معقول... كانت هذه العبارة المكررة هى آخر ماقاله السادات.. فقد جاءته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربة ويصوب بندقيته الآلية (عيار 7.92) نحوه.. وكان وقوف السادات، عاملا مساعدا لسرعة إصابته.. فقد أصبح هدفا واضحا، وكاملا، ومميزا.. وكان من الصعب عدم إصابته.. خاصة أن حامل البندقية الآلية هو واحد من أبطال الرماية فى الجيش المصرى وقناص محترف.. كان ذلك هو الرقيب متطوع حسين عباس، الذى نجح فى إصابة الرئيس السادات فى مقتل، حيث اخترقت الرصاصة الأولى الجانب الأيمن من رقبة السادات فى الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة.. واستقرت أربع رصاصات أخرى فى صدره، فسقط فى مكانه.. على جانبه الأيسر.. واندفع الدم غزيرا من فمه.. ومن صدره.. ومن رقبته.. وغطت ملابسه العسكرية المصممة فى لندن على الطراز النازى - الألمانى, ووشاح القضاء الأخضر الذى كان يلف به صدره والنجوم والنياشين التى كان يعلقها ويرصع بها ثيابه الرسمية المميزة.
بعد أن أطلق حسين عباس دفعة النيران الأولى، قفز من العربة، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة.. فى تشكيل هجومى، يتقدمهم خالد، وعبدالحميد على يمينه، وعطا طايل على شماله.. وبمجرد أن اقتربوا من المنصة أخذوا يطلقون دفعة نيران جديدة على السادات.. وهذه الدفعة من النيران أصابت بعض الجالسين فى الصف الأول، ومنهم المهندس سيد مرعى، والدكتور صبحى عبدالحكيم الذى سارع بالانبطاح أرضا ليجد نفسه وجها لوجه أمام السادات الذى كان يئن ويتألم ويلفظ أنفاسه الأخيرة.. ومنهم فوزى عبدالحافظ الذى أصيب إصابات خطرة وبالغة، وهو يحاول أن يكوم الكراسى فوق جسد السادات، الذى ظن أنه على قيد الحياة، وأن هذه المقاعد تحمى حياته، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه.
المفاجأة أن حسين عباس بعد أن نفذت ذخيرته، رجع للخلف وقابل الإسلامبولى واندس بين الناس الذين كانوا على يمين الطريق فى زحام واضح، ومشى عباس حتى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة ثم سار يسارا فى الشارع الذى يحاذى سور الاستاد، ويسير به المترو، ووصل حتى مترو الدراسة بشارع صلاح سالم وسار يمينا قليلا حتى أوقف سيارة تاكسى وذهب إلى منطقة الألف مسكن، حيث يقيم وظل لمدة يومين ينام فى شقته وعلى سريره، ولم يعرف سره سوى زوجته حيث أبلغها بأنه ومجموعة من الإخوة، قاموا بقتل السادات ولكن عباس فوجئ بقوة من الشرطة تقتحم منزله وتلقى القبض عليه.
لمعلوماتك...
>> 302 عدد المتهمين فى قضية الجهاد الكبرى
القتلة أثناء المحاكمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة