أكد فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة، مركزية السلام فى الدين الإسلامى، وفند افتراء من يدعون أنه انتشر بحد السيف، مشيرا إلى أن أغلب سكان مصر لم يعتنقوا الإسلام إلا بعد قرون من الفتح العربى فيما عتب على الغرب تجاهله لتحذيرات مصر المبكرة من الإرهاب.
وقال جمعة، فى محاضرة بجامعة جونز هوبكنز نظمت بالاشتراك مع معهد السلام الأمريكى بواشنطن، إن الغرب يجهل ويتجاهل القضايا المركزية التى يعنيها الإسلام مثل الرحمة والأخلاق وبناء العقل والروح وأن 95% من الشريعة تركز على مناشدة المسلم بأن يكون إنسانا طيبا بينما تتعلق 5% منها بالعبادات التى تدور حول كيفية الصلاة والصوم والزواج والمتاجرة وبناء علاقات مع الأمم الأخرى.
وأضاف جمعة أن للإسلام ثلاثة أهداف رئيسية وهى العبادة وعمارة الكون وتزكية النفس وتنميتها، معربا عن دهشته من وصم الغرب للإسلام بالإرهاب بينما اسمه مشتق من السلام وتحية المسلمين بين بعضهم السلام، وختام صلاتهم بالسلام الذى هو أيضا أحد أسماء الله الحسنى.
ودلل جمعة على افتراء الزعم بأن الإسلام انتشر بحد السيف بدراسة تاريخية حديثة كشفت أن 5% من سكان مصر لم يعتنقوا الإسلام إلا بعد الفتح العربى بمائة عام، وأن هذه النسبة زادت إلى 25% بعد 250 عاما وما لبثت أن أصبحت 95% بعد 750 عاما، مشيرا إلى احترام الإسلام للتعددية الحضارية وللمرأة، حيث كان للعالمين الإسلاميين الجليلين ابن حجر العسقلانى وجلال الدين السيوطى منهما 50 أستاذة تدرس لهما مختلف القضايا وأن الإسلام يحترم العدالة وينبذ العنف والتطرف ويدعو إلى النهضة ولكن بأجندات داخلية دون إملاءات أو ضغوط خارجية.
وعن المراجعات التى نشرها بعض التائبين عن الإرهاب والذين شارك الأزهر فى إعادة تأهيلهم وتصحيح مفاهيمهم، قال جمعة إن أبحاثا جرت على نحو 16 ألف معتقل على مدى عشر سنوات بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، أوضحت أن دوائر التطرف تتعدد وأن أكبرها هى التشدد الدينى وأصغرها، وهو الأخطر، الانتحاريون الذين يميلون للعنف، موضحا أن 80% من هؤلاء المعتقلين درسوا الدين الإسلامى ونجح الأزهر فى نقلهم من دائرة التشدد إلى دائرة الاعتدال خلال 10 أشهر.
