فى مقاله لصحيفة وول ستريت جورنال، أكد مفتى الجمهورية على جمعة، على أن السلام بين الديانات السماوية الثلاث لن يتأتى سوى بالإحترام والقانون، وقال إن أمريكا والغرب وقعوا ضحايا لعنف المتطرفين الذين يعملون باسم الإسلام، مشيراً إلى الأحداث المأساوية التى وقعت فى الحادى عشر من سبتمبر والتى تعد أفظع هجمات التطرف.
وأشار جمعة إلى أن هناك سؤالاً مهماً ما أنهك المسئولين الغربيين والمعلقين، وهو "أين هم المعتدلون؟" إذ يرى العديد أن مرتكبى التطرف هم قلة من الراديكاليين، فيما يملأ اليأس قلوب الكثيرين من احتمال إيجاد شركاء تقدميين وسلميين فى العالم الإسلامى. ومع ذلك، فإن التوفيق بين الإسلام والحداثة قد بات أمراً حتمياً بالنسبة للمسلمين قبل أن يصبح الشغل الشاغل للغرب. تلك العملية التى يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادى، حينما ولدت الحركة الإسلامية للإصلاح فى جامعة الأزهر بالقاهرة، وهى أول مؤسسة تعليمية إسلامية.
وذكر جمعة، أن مؤسسة دار الإفتاء تصارع بشكل مستمر لتطبيق الإسلام فى العالم الحديث، إذ يتم إصدار الآلاف الفتاوى والأحكام الدينية الشرعية، على سبيل المثال التأكيد على حق المرأة فى الكرامة والتعليم والعمل وشغل المناصب السياسية وإدانة العنف ضدهم، وأشار جمعة إلى أن دار الإفتاء قد أيدت الحق فى حرية الضمير وحرية التعبير ضمن حدود اللياقة المشتركة، كما عززت من وجود أرضية مشتركة بين الديانات السماوية الثلاث، والالتزام بالحرية الإنسانية ضمن حدود الشريعة الإسلامية، ومع ذلك، يضيف جمعة "مازال يجب علينا إحراز تقدم ملموس بشأن هذه القضايا وغيرها".
وأكد جمعة، أن دار الإفتاء بمصر كانت تدين بقوة العنف ضد الأبرياء أثناء كفاح مصر ضد الإرهاب فى الثمانينيات والتسعينيات وبعد الخطيئة الشنيعة التى وقت فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، وأوضح أنه يجرى إقامة مناقشات عامة مع المتطرفين بشأن تفسيراتهم للإسلام، إذ تجاهد دار الإفتاء للوصول إلى المدارس والجامعات، وقال جمعة "إننى كرئيس لأحد أهم مؤسسات المرجعيات الإسلامية فى العالم فاسمحوا لى أن أكرر: أن قتل المدنيين هو جريمة ضد الإنسانية يعاقب الله مرتكبها فى الدنيا والآخرة".
ودعا جمعة الولايات المتحدة إلى تحمل مسئولية إصلاح العلاقة بين الغرب والإسلام، موضحا أنه من الضرورى أن تواجه واشنطن الخوف وسوء الفهم الذى غالبا ما يسود الخطاب العام عن الإسلام، لاسيما فى الإعلام، وأضاف أنه مثلما نسعى إلى تعزيز المبادئ والقيم المشتركة بين الأديان والثقافات فلابد من قبول واقع الاختلاف، فاحترام الاختلافات هو أساس التعايش وردع الصراع.
واختتم جمعة مقاله، أنه لابد من التزام حقيقى لسيادة القانون، والمساواة فى السيادة، باعتبارها الأساس الشرعى للعلاقات الدولية. وفى حين تكمن الفجوة أحيانا بين الاسلام والغرب فى الأفكار، إلا أنها تقع فى معظمها فى مجال السياسة. فالعنف والعدوان ضد العديد من الدول الإسلامية هم المصادر الرئيسية للشعور العميق والمشروع بالظلم، وهذا لابد أن يعالج.
وأشار جمعة إلى ضرورة وضع حد للاحتلال الإسرائيلى لفلسطين إذ أن استمراره يمثل إهانة للمبادئ الأساسية للعدالة والحرية التى ننشدها جميعا. كما لابد من عودة السيادة الكاملة والاستقلال لكل من شعوب العراق وأفغانستان، مع انسحاب جميع القوات الأجنبية. ويزور جمعة حالياً الولايات المتحدة بشكل رسمى للمرة الأولى إذ يشارك فى مؤتمر موسع لقيادات إسلامية ومسيحية بغرض الحوار بين الديانتين.
أكد لوول ستريت جورنال أن السلام بين الديانات السماوية الثلاث يبنى على الاحترام والقانون..
المفتى : الغرب وقع ضحية المتطرفين من المسلمين
الخميس، 08 أكتوبر 2009 07:24 م
مفتى الجمهورية يعلق على التطرف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة