اعتبر قادة جماعة الإخوان المسلمين، أن تصريحات الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية فى مؤتمر حوار الأديان بالولايات المتحدة أمس، الأربعاء، بأنها تعبر عن توجهه كموظف حكومى، وحياد عن الخط الصحيح للدين وتدخل مرفوض فى النيات والتحليل.
وكان جمعة قد أكد أمام مؤتمر "كلمة سواء" الرابع الذى ينظمه معهد السلام الأمريكى بواشنطن وجامعة جورج تاون بالتعاون مع مركز الوليد بن طلال للتفاهم بين المسلمين والمسيحيين التابع للجامعة، ومعهد آل البيت الملكى للفكر الإسلامى بالأردن إن جماعة الإخوان لابد أن تختار بين أن تكون حزباً سياسياً أو أن تكون منظمة خيرية.
وأضاف أن قادة الجماعة يصرون على استخدام الدين لكسب الدعم، فلا يمكن أن تكون حزباً سياسياً.
وقال مهدى عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان، إنه لا يعلق على مثل هذا الكلام طالما صادر من موظف حكومى، مضيفاً أنه يشكر المفتى إذا كان يلوم الإخوان على العمل الخيرى.
بينما علق د.محمد بديع عضو مكتب الإرشاد، بأنهم يكنون كل الاحترام للمفتى، ولكن يرفضون محاسبته للناس على النوايا، ومحاولة تفريقه لرسالة الإسلام الشاملة وتغيير مفهوم الإسلام الذى يعتبر، كما قال الدين رسالة شاملة، وأضاف أن فضيلة المفتى إذا كان تخلى عن حمل الأمانة، فهم لم يتخلوا عنها وأنهم لن يتهموه بما يتهمهم به، مشدداً على أنهم سيظلون يدعون الله فى كل الأوقات ويضربون فى كل المجالات بسهم سواء فى السياسة أو الطلبة أو الدعوة أو العمل الخيرى أو حتى الحضانات، فكل هذه المجالات هى درب من دروب الإسلام كما يفهمها الإخوان وكما أعلنها مؤسس الجماعة حسن البنا.
وحول وضعية الحزب السياسى للإخوان وقول المفتى، إن الشعب يختار الحزب الوطنى للبرلمان لكنه لا يكره الإخوان ومؤيدى الإسلام السياسى لا يشكلون أكثر من 20% فى المنطقة العربية، فقال بديع "كل ما نطلبه هو التنافس لا الإقصاء والفرصة لعرض برامجنا وليعرض الحزب الوطنى برامجه على الناس ونرتضى حكم الشعب، فبدلاً من أن يتحدث المفتى عن الإخوان فليطالب أولا بفتح الباب أمام العمل التطوعى وتشجيع الجماعة على ما تقوم به من خير ويساند العمل المدنى"، موضحاً أنهم يريدون أن يتعاونوا مع الجميع فيما يتفقون عليه وأن يتركوا ما يختلفوا عليه للمنافسة وصندوق الانتخاب.
واختتم بديع بأنهم ليس لديهم قصور فى فهم الإسلام، لكن المفتى لديه بعض الأحكام التى يطلقها على النوايا وعلى ما يردده النظام.
وكان الدكتور على جمعة شارك أمس فى ندوة بعنوان "تحدى الاعتدال فى الإسلام.. المؤسسة الدينية المصرية فى مواجهة التطرف"، ضمن المؤتمر الرابع فى سلسلة "مبادرة كلمة سواء" والتى عقدت دورتها الأولى بجامعة ييل بالولايات المتحدة، والثانية بجامعة كامبريدج فى بريطانيا والثالثة فى الفاتيكان، ويحضر المؤتمر مفكرون وقيادات سياسية من بينها تونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى السابق، والبروفيسور جون إسبوسيتو رئيس الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية، والدكتور أنور إبراهيم نائب رئيس الوزراء السابق فى ماليزيا، والقس جويل هنتر، وكذلك عمرو خالد الداعية الإسلامى وعدد من الباحثين فى شئون العمل الإسلامى التطعوى والإسلام السياسى.
ويختتم المؤتمر أعماله اليوم الذى يهدف إلى الدفع بعملية المصالحة والتعايش السلمى بين المسلمين والمجتمعات الغربية، ويعقد المفتى عدة لقاءات مع قيادات مسيحية ومسلمة فى واشنطن ويجتمع ببعض أعضاء الكونجرس المعنيين بالعلاقات بين الأديان ومع العالم الإسلامى.
الإخوان يشنون هجوماً على المفتى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة