أشعل الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة البرهامية الشهاوية، الحرائق بإعلانه تأسيس المجلس العالمى للصوفيين بلندن، إذ انطلقت أصوات صوفية عديدة برفض مجلسه بحجة أن هناك مجلسا آخر يقوده الشيخ علاء أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية، وهو عالمى أيضا،ً إلا أن مقره القاهرة، الغريب أن الشهاوى محسوب فى الأوساط الصوفية على اتباع أبوالعزايم فى معركته على رئاسة مشيخة الطرق الصوفية فى مواجهة الشيخ القصبى شيخ الطريقة القصبية، وهو ما يثير التساؤلات حول التوجه الصوفى المصرى إلى الخارج، ومدى تدخل قوى خارجية فى المشهد، خاصة مع المخاوف الأمنية من أن تكون الجماعة الصوفية، والتى تضم ما يقرب من 10 ملايين فرد، الواجهة التى يتسلل منها المد الشيعى إلى مصر.
القلق من أن يتحول الملف الصوفى إلى ساحة للتدخل الخارجى وراء المراقبة الدقيقة والحذرة فى آن، التى تتابع بها حكومة الحزب الوطنى صراع أبوالعزايم والقصبى على رئاسة المشيخة.
أبوالعزايم يؤكد أن «الشيعة ليسوا يهوداً» فى إشارة منه إلى عدم وجود مبرر لمناصبتهم العداء، وهو بذلك يصب الزيت على نيران الشكوك الحكومية، إذ يؤكد الدكتور عمار على حسن الباحث فى الملف الصوفى أن هناك الكثير من الأمور المشتركة بين الشيعة والصوفيين، أهمها أن فكرة الإمامة عند الشيعة قريبة من فكرة الولاية لدى الصوفيين، كما أن كليهما يحب آل البيت، خاصة أن عددا كبيرا من أئمة الصوفية الكبار من أصول فارسية، ويؤكد مصدر من المجلس الأعلى لآل البيت أن التقديرات الأمنية تشير إلى وجود حوالى مليون شيعى داخل الجماعة الصوفية فى مصر، يتسترون بستارها، وهو ما لم يثبت حوله دليل.
العلاقة مع طهران ليست الوحيدة التى تثير القلق الحكومى، إذ على الرغم من العلاقات المصرية الأمريكية الوطيدة فإن محاولات أمريكية لاختراق الصف الشيعى، بدت كأنها تدخل فى أحد الشئون التى تفضل الدولة الاحتفاظ بمآثرها لنفسها، الاهتمام الأمريكى بالصوفيين بدا ظاهراً من خلال إصرار السفير الأمريكى السابق ريتشاردونى على زيارات دءوبة ومتواصلة للموالد الصوفية أينما كانت، وتوجت بإنشاء المجلس الصوفى العالمى بالولايات المتحدة، والذى نظم عدة مؤتمرات »صوفية« بواشنطون هدفت إلى الدعوة لنشر الإسلام المعتدل، فى مواجهة الاسلام المتشدد فى المنطقة، وهو ما يعنى أن الجماعة الصوفية قد تكون رأس الحربة التى تلعب بها قوى خارجية مختلفة فى الفترة المقبلة، كل لحسابه الخاص.
تدخل جهات خارجية فى المشهد الصوفى يمثل لدى الدولة أيضاً محاولة للتقليل من سيطرتها شبه الكاملة على آل البيت وكياناتهم الممثلة فى نقابة الأشراف، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، والتى لا تتوقف عند وجود خمسة ممثلين للحكومة فى الهيكل الإدارى للمجلس الأعلى للطرق الصوفية من وزارات الداخلية، والإعلام، والثقافة، والتنمية المحلية، والأوقاف، بالإضافة إلى الأزهر، كما لا تتوقف عند الإصرار على تعيين نقيب الأشراف من قبل رئيس الجمهورية عملاً بمرسوم ملكى صادر عام 1897، بل إن عدداً كبيراً من الرموز الصوفية من الوزراء، وأعضاء مجلس الشعب، واللواءات السابقين والحاليين، ورجال الأعمال هم أعضاء فى كيانات آل البيت، ويبذلون أموالاً طائلة فى ترميم الأضرحة الصوفية فى المحافظات.
وأتباع آل البيت يمثلون أيضاً ذخيرة لا غنى عنها فى الانتخابات البرلمانية، إذ يقدر الدكتور عمار على حسن تعدادهم فيما بين 7و10 ملايين فرد، وهى قوة عددية تضع كل قوتها فى صالح السلطة، التى بدورها توفر لها الحماية من الجماعات والتنظيمات الدعوية التى تناصبها العداء، وعلى رأسها جماعة الإخوان، والسلفيون، وأفرادها موزعون على قرى ومراكز المحافظات التى لا تخلو واحدة منها من ضريح لولى من أولياء الصوفيين.
لمعلوماتك...
>> 4 عدد أقطاب الصوفية الأبرز، هم: الشيخ الجيلانى، وإبراهيم الدسوقى، وسيد البدوى، وأحمد الرفاعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة