خالد صلاح

أنفلونزا المليارات الفاسدة.. الوباء الخفى فى مصر

الخميس، 08 أكتوبر 2009 09:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن نصلى إلى الله أن ينجح لقاح التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير الذى تنتجه الصين، فاللهم انصر علماء بكين وشنغهاى وماكاو وهونج كونج وثبت أقدامهم وأنعم عليهم بالتمويل اللازم لإنقاذ البشرية، اللهم امنحهم السرعة اللازمة للانتهاء من تطعيم مليار وثلاثمائة مليون بنى آدم على الأراضى الصينية حتى يتفرغوا لنا فيما تبقى لهم من الوقت، ويهرعوا لنجدتنا فى مواجهة الوباء.

نحن نبتهل إلى الله أيضا لكى يبارك فى كل خطوة تقطعها مراكز الأبحاث العلمية والدوائية فى أوروبا والولايات المتحدة حتى تتحرك خطوط الإنتاج الصناعية العملاقة لتنتج ما تحتاجه مصر من الأمصال، وما قد تضطر إليه من دواء (التاميفلو) حتى نطمئن على أبنائنا وهم فى فصولهم المكدسة فى المدارس، ونطمئن على أرواحنا فى الشوارع الضيقة والأوتوبيسات المزدحمة وأنفاق المترو الخانقة.

اللهم انصر علماء الصين وأمريكا وأوروبا، اللهم شتت شمل أعدائهم، اللهم رد كيد محاربيهم إلى نحورهم، اللهم لا تجعل لهم خصما إلا قهرته، ولا تمويلا يحتاجونه فى البحث أو الإنتاج إلا أنجزته، واجعل خطوط الإنتاج الدوائية فى بلاد الغرب زخرا للمسلمين فى الأرض.

اللهم إنك تعلم ضعفنا وذلنا وهواننا على الناس، تعرف سبحانك أننا يجب أن ننتظر مراكز البحوث الدوائية فى الغرب حتى تنعم علينا بلقاح صامد، أو دواء نافع، وتعلم أنه لا علم لدينا ننجو به من ويلات البلاء، ولا مراكز بحثية عندنا تمتلك القدرة على المنافسة فى الابتكار، ولا مصانع على أراضينا لديها القدرة على الإنتاج قبل أن يداهمنا الخطر إذا وقعت واقعة الأنفلونزا.

تعرف أنت يا رب أننا يجب أن ننتظر ما يجرى فى الغرب أو ما يتم تطويره فى الصين، وأننا يجب أن نتعلق بالدعاء إليك بأن ينتهى هؤلاء العلماء المصلحون سريعا من تطعيم أبنائهم حتى نتمكن نحن من تطعيم أبنائنا، نعم يا رب أنت أنعمت على أغنيائنا بالأموال والخيرات وثروات الأرض لكننا نعتذر لك يا رب لأن أغنياء هذه الأمة أنفقوا المليارات على تمويل شركات العقارات فى الولايات المتحدة وعلى الاستثمارات السياحية فى أوروبا وعلى بورصة لندن ونيويورك فلم يكن لدينا المال الكافى لتمويل الأبحاث العلمية، هم مشغولون يا رب بدعم أندية كرة القدم فى أوروبا، والتبرع للمرشحين فى انتخابات الكونجرس الأمريكى، ومبايعة القيادات السياسية فى صحف الغرب، ولا صبر لهم على البحث العلمى، ولا طاقة لهم بالتخطيط للمستقبل.

نحن نعتذر لك يا رب ونرجو أن تساعدنا بأن تبارك لعلماء الغرب ولأموال الغرب ولحكومات الغرب، حتى يقدموا لنا اللقاح فى الوقت المناسب، نعتذر يا رب لأنه لا أموال لدينا هنا بعد أن فضلنا تسقيع الأراضى فى الساحل الشمالى، وإنشاء ملاعب الجولف فى الطرق الصحراوية وتشييد القصور الشامخة العامرة فى مارينا وهاسيندا ومراسى وسيدى عبدالرحمن.

نعتذر يا رب لأننا مشغولون جدا فى توزيع الأراضى الصحراوية على المليارديرات من أبناء مصر لإنشاء المدن الذهبية فى الصحراء وبيعها بالمليارات وإنفاقها على الراقصات والقتلة المحترفين، ونعتذر يا رب لأننا انشغلنا فى استيراد شحنات جديدة من السيارات الفارهة لاحتياجات السوق المحلية فما كان لدينا مال ننفقه على العلم أو وقت نبذله فى التفكير.

أغنياؤنا لا مال لديهم ينفقونه على البحث العلمى أو على خطوط إنتاج الأدوية الاستراتيجية أو على مستقبل الصناعة، فهم مشغولون بترتيب أوضاعهم على خريطة السلطة والحكم، وتحديد موقعهم فى سباق انتخابات مجلس الشعب فى الدورة المقبلة، وفى تقديم التمويل اللازم للمؤتمرات والاحتفالات والمناسبات لينالوا الرضا والعطف والرعاية ويأمنوا غدر الأيام ومكر السياسة.

مشغولون يا رب فى استيراد القمح الفاسد، وفى تقديم الرشاوى بالملايين لإرساء الصفقات داخل وزارات الحكومة، وفى دعم صناعة الساعات الرولكس والكارتيير والشوبارد، وترويج الموضة من (دولشى آند جابانا) و(إيف سان لوران)، فمن أين يأتى الوقت أو التفكير أو المال بعد كل ذلك، فاعذرنا وبارك لعلماء الصين وأمريكا وأوروبا، ولأموال أثريائهم التى تذهب إلى البحث العلمى، ولحكوماتهم التى تجعل من صحة الناس وحياة الشعوب وأمنها أساس شرعيتها، ولمصانعهم التى تتسابق إلى إنتاج اللقاح، ولأطبائهم وممرضاتهم لينجزوا التطعيم سريعا ويرسلوا لنا ما تبقى منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى بلادنا.

اللهم نجنا من المليارات الفاسدة، وأنعم علينا كما أنعمت على جيراننا فى الشمال برجال يعرفون أن معيار الحكم الرشيد يما يقدمه للناس من عمل، لا بتشجيع الناس على الصبر حتى تنتهى الصين من مهمتها الكبرى أو ينجز الغرب ما أنعمت به عليه من العلم، اللهم نجنا من المترفين فينا الذين يكنزون الذهب والفضة ويتسابقون على القصور الفاخرة وتسقيع الأراضى وشراء اليخوت، فيما يديرون ظهورهم لمجتمعاتهم الفقيرة ليتركوها نهبا للجهل والمرض والفقر، ولا أمل لها إلا فى الانتظار والدعاء.
اللهم آمين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة