حصلت «اليوم السابع» على تفاصيل جديدة فى أزمة تصدير البطاطس، والتى اشتعلت مؤخرا بين مصر والاتحاد الأوروبى بعد قرار الأخير وقف استيراد محصول البطاطس المصرى لإصابته بمرض العفن البنى.. مما جعل وزارة الزراعة تقوم بجمع كل ملفات الشركات المصدرة لإعادة تقييمها من جديد وهو الأمر الذى كشف عن أن خسائر مصر قد تصل إلى 75 مليون جنيه سنويا وذلك فى حال اكتشاف الاتحاد الأوروبى أخطاء أخرى فى الموسم المقبل وهو ما أعلنت عنه وزارة الزراعة نفسها أثناء اشتعال الأزمة.
وكشف اجتماع عقد بعد شهرين من القرار بين المجلس الوزارى بالاتحاد الأوروبى ووفد وزارة الزراعة عن خسارة مصر لمساحة تزيد على 100 ألف فدان موبوءة بمرض العفن البنى من إجمالى 200 ألف فدان لن تتم زراعتها بمحصول البطاطس مرة أخرى مدة عشر سنوات.
المناقشات التى دارت بين الاتحاد الأوروبى ومصر تكشف عن الأسباب الحقيقية للأزمة أولها أن مصر أكدت فى مذكرتها التفصيلية أن مرض العفن البنى غير موجود فيها، وأن توطنه فى مصر يأتى لاحتمالية انتقاله من خلال التقاوى التى يتم استيرادها لأن مصر تقوم باستيرادها من الاتحاد الأوروبى، حيث تقوم باستيراد ما يزيد على 90 ألف طن تقاوى سنويا، وهو ما زاد من قوة موقفها أثناء مناقشة الملف، وأيضا السبب الذى أجبر الاتحاد الأوروبى على منحها فرصة أخيرة لترتيب الأوراق، وهو ما اعتبرته مصادر بالوزارة سببا فى الأزمة.
وكشف الدكتور صفوت الحداد رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة والمسئول الأول عن ملف البطاطس أيضا عن أطراف أخرى اعتبرها سببا فى أزمة البطاطس حيث أكد أن عددا من الشركات المصدرة للبطاطس قد خالفت الشروط المتفق عليها فى التصدير أشهرها شركة «ليبرا إيجيبت» وهى كبرى الشركات حجما واسما لارتباطها برجل الأعمال حلمى أبوالعيش المدير التنفيذى السابق لمركز تحديث الصناعة، وهى الشركة التى تسببت فى الأزمة الأخيرة بعد رفض الاتحاد الأوروبى لشحنة 5000 طن بطاطس مصابة بالعفن البنى، وهو ما جعل الحجر الزراعى يصدر قرارا بإيقافها عن التصدير لمدة 3 سنوات، مشيرا إلى أن التقارير التى أعدتها إدارة الحجر الزراعى وقتها قد كشفت أن الشركة قامت باستبدال شحنات البطاطس المصدرة بشحنات أخرى غير مطابقة للمواصفات، حيث أثبتت الفحوصات ومحاضر التفتيش عقب عودة الشحنة أنها ليست مزروعة بالطريقة «الحيوية»، كما أنها تحتوى على كميات خطرة من المبيدات.
وأكد الحداد وجود 28 شركة مصرية تعمل فى مجال تصدير البطاطس، كشف الحجر الزراعى عن مخالفتها شروط التصدير منها شركة «عبدالرؤوف حمادة» لتصدير البطاطس، حيث كشف المهندسون بالحجر الزراعى تلاعب الشركة أيضا فى شحنات البطاطس المصدرة إلى لبنان، وكذلك شركة «المنار» التى أصدر الحجر الزراعى قرارا بإيقافها بعد رفض دول الاتحاد الأوروبى شحنات بطاطس مصابة بالعفن البنى، إضافة إلى شركتى «سوناك للزراعات الحيوية» و«دال تكس للزراعات الحيوية» وشركة «نهضة مصر».
وبعيدا عن مفاوضات وزارة الزراعة التى استمرت شهرين كاملين مع الاتحاد الأوروبى والصراع الدائر بين وزارة الزراعة والشركات المصدرة عقب قرارات إيقافها عن التصدير، دخلت وزارة الزراعة فى مأزق جديد، وذلك بعد اتهامها بمساعدة الشركات المصدرة فى تسويق المحصول الذى ترفضه دول الاتحاد الأوروبى فى الأسواق المصرية لتعويض خسائرها.
وهو ما رفضه الدكتور على سليمان رئيس الإدراة المركزية للحجر الزراعى، حيث أكد أن جميع الشحنات المرفوضة يتم إعدامها عقب وصولها إلى الموانئ بطرق آمنة وفى أماكن مخصصة لإعدامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة