اهتمت صحيفة واشنطن بوست بتسليط الضوء على موقف حماس المعاند وعدم استعدادها لتقديم التنازلات، وتأثير ذلك على عملية السلام، وقالت فى تقرير أعده هاورد شنايدر أن ذلك سبب إزعاجا للمنطقة.
تقول الصحيفة إن حكومة حماس تمكنت منذ أن تسلمت مقاليد الحكم فى قطاع غزة منذ عامين من الحد من تأثير عشائر القطاع الرئيسية، والمساهمة فى إنشاء جماعات شبه عسكرية تتنافس فيما بينها تحت سيطرتها، وإجهاض انتفاضة شنتها جماعة إسلامية منافسة، والتغلب على حرب دامت ثلاثة أسابيع مع إسرائيل، والصمود والعمل وسط حصار اقتصادى شديد، وعلى الرغم من ذلك رفضت مجموعة من المطالب الدولية من شأنها إعادة تأهيل قطاع غزة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا المزيج من الاستمرارية وعدم الاستعداد لتقديم التنازلات من جانب حماس قد خلق نوعا من الجمود العميق الذى أثار حيرة الاستخبارات الإسرائيلية والمسئولين السياسيين وجعلهم غير قادرين على التعامل معها، وأعاق بشكل كبير جهود السلام التى قام بها المبعوث الأمريكى إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل.
وعلى الرغم من الجهود المصرية الحثيثة الرامية لتسوية العلاقات بين حماس وفتح، يرى الدبلوماسيون الدوليون والفلسطينيون والإسرائيليون أن فرص نجاح العملية ليست بكثيرة، ويتوقعون ألا تكون حماس مستعدة لمقايضة تحكمها بالقطاع مقابل ضمان كرسى على طاولة المفاوضات.
وتلفت الصحيفة إلى أن انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وخطابه فى القاهرة فى 4 يونيو الماضى قد رفع من توقعات مسئولى حماس بوجود حوار مع واشنطن، ولكنهم "بدءوا يفقدون الأمل بعد أن لاحت بادرة أمل فى الأفق، ولكنها ما لبثت أن زالت"، على حد قول نائب وزير خارجية حماس، أحمد يوسف، مشدداً على أن جهود ميتشل لم ينتج عنها "أى حل أو أى تقدم".
ومن ناحية أخرى، قال مسئول أمن إسرائيلى بارز إن الاستخبارات الإسرائيلية والدوائر العسكرية تشعر بنوع من الإحباط إزاء عدم وجود بديل آخر غير حماس يحكم قطاع غزة، فالسلطة الفلسطينية لا تتمتع بالقوى الكافية لاستعادة موازين القوى فى القطاع، كما أن إسرائيل لا ترغب فى إعادة احتلال منطقة أخلتها عام 2005، هذا بالإضافة إلى أن تزايد المخاوف المنوطة بسقوط حكم حماس، وتأثير ذلك على صعود جماعات مسلحة أخرى.
للمزيد من الإطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
صحيفة واشنطن بوست تسلط الضوء على موقف حماس المعاند
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة