محمد حمدى

منك لله .. يا مغربى!

الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف الزميل عبده مغربى رئيس تحرير صحيفة البلاغ الجديد التى أثارت هذه الضجة الكبيرة عندما نشرت صفحة أولى بالصور عن تورط عدد من الفنانين فى قضية أخلاقية، ولا أعتقد أننى حتى لو عرفته كنت سأغير رؤيتى لما كتبه فى صحيفته، فقد أساء مغربى لنفسه ولمهنة الصحافة وكل من يعمل بها قبل أن يسىء للفنانين الذين نشر صورهم فى صدر الصفحة الأولى من جريدته التى لم أسمع عنها من قبل.

"البلاغ الجديد" ومثلها صحف أخرى عديدة حاصلة على ترخيص صدور من دول أجنبية وترخيص آخر من المجلس الأعلى للصحافة للطباعة فى مصر، وبين الحين والآخر يأتينى زميل بصحيفة من هذه النوعية فتصيبنى بصدمة وإحباط شديدين من كثرة الأخبار مجهولة المصدر فى تلك الصحف، ومن تردى لغة الصحافة واستخدام مصطلحات ومفردات أقل ما يقال عنها أنها تخدش الحياء العام.

ولا أتصور أبدا أن السعى لزيادة مبيعات صحيفة أيا كانت يجعلنا نتجرأ على الأخلاق العامة والقيم والأديان، وأن نكيل الاتهامات لأى شخص دون دليل، والأشد خطورة هو الخوض فى أعراض الناس مما يتسبب فى انهيار أسر لا ذنب لها سوى أن صحفيا جمح بخياله وقرر أن يفعل فى خلق الله ما يشاء.

ومنذ عدة سنوات تتردى الصحافة المصرية من يوم لآخر، وتغيب عن عمد المعايير المهنية، ولا تلتزم بآداب وقواعد المهنة، لكن نقابة الصحفيين المنوط بها محاسبة أعضائها لا تتحرك أبدا للدفاع عن كرامة المهنة التى نلوثها نحن بأيدينا وأقلامنا المفترض أن نسخرها لخدمة الناس ونشر الثقافة والمساهمة فى تنوير والبحث عن الحقيقة لإصلاح المجتمع فإذا بنا نتحول إلى سبب مهم من أسباب إفساده.

شاهدت الزميل عبده مغربى وهو يدافع عن نفسه فى برنامج 90 دقيقة، وهو يعتقد أنه على صواب، وينسب لمصدر مجهول مجرد حكايات يمكن أن تقال على المقاهى وفى جلسات النميمة، دون أن يفكر ولو للحظة فى مراجعة نفسه، والاعتراف بالخطأ لعله يكفر عما ارتكبه فى حق أناس أبرياء ما لم تثبت إدانتهم بحكم قضائى بات ونهائى.

ولأنه وفقا للقانون أخلت صحيفة البلاغ الجديد بالقانون، فقد أحال النائب العام رئيس تحرير الجريدة وزميله كاتب الخبر إلى محكمة الجنايات لندخل فى دوامة جديدة تتعلق بالعقوبات السالبة للحريات، وبسجن الصحفيين فى قضايا النشر، وهو موضوع يصيب جميع الصحفيين بقلق بالغ، فوجود هذه المواد فى قانون العقوبات يشكل قيدا على حرية الصحافة، لكننا أيضا وبمثل هذه القضايا نمنح من يتربصون بحرية الصحافة الفرصة للانقضاض عليها.

وحتى تفيق نقابة الصحفيين من غفوتها، وحتى تنفذ قانونها وتعاقب الصحفيين المخطئين بكل جدية.. وحتى يدرك أعضاء مجلس النقابة أن التضحية بالقانون خشية أصوات الصحفيين فى انتخابات النقابة، ستظل مهنة الصحافة فى مصر تعانى من أبنائها، أكثر مما تعانى من طيور الظلام الذين يتحينون كل فرصة نمنحها لهم للانقضاض على ما حصلنا عليه من حرية وعندها لن يلوم الصحفيون إلا أنفسهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة