ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" فى نسختها الفرنسية اليوم الأربعاء، أن وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان يريد إعادة النظر فى سياسته الخارجية، وتطوير العلاقات مع الدول التى "أهملتها" الحكومات السابقة، وخلق سياسة "عدم التسامح" نهائيا مع أى شكل من أشكال التعبير المعادية للسامية.
وقالت الصحيفة على موقعها الالكترونى، نقلا عن عدة مصادر رسمية، إن ليبرمان سيتقدم بمذكرة مكونة من خمس صفحات، خلال الأيام المقبلة، إلى كبار المسئولين فى وزارته، لبدء مناقشات بشأن "الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الجديدة".
وتلقى هذه المذكرة الضوء على ثلاث نقاط رئيسية بشكل خاص هى : تطوير العلاقات مع أجزاء من العالم "مهملة" من قبل الحكومات الإسرائيلية السابقة، وضرورة الحد من التوقعات الدولية بشأن إحراز تقدم فى المفاوضات مع الفلسطينيين، وخلق سياسة "عدم التسامح" ضد جميع أشكال التعبير المعادية للسامية على مستوى العالم.
تشير الصحيفة إلى أن هذ المذكرة تنتقد بشكل خاص "تحول وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى وزارة للشئون الفلسطينية، حيث تتوجه السياسة الخارجية الإسرائيلية بشكل كامل تقريبا نحو هذه المسألة بالذات. وقد أضرت تلك الاستراتيجية، كما تقول المذكرة : "بالمصالح الإسرائيلية فى علاقاتها الدولية، ولا سيما مع الولايات المتحدة وأوروبا. فحتى لو كانت الولايات المتحدة ما زالت أقوى حليف لإسرائيل، فإن هذا الاعتماد يعد أمرا غير صحى لكلا الطرفين. ويتحتم على بلادنا بناء علاقات قوية مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة. كما أن دائرة دعمها يمكن أن تتوسع وتُعزز، وهو ما سيكون مصدر ارتياح أيضا بالنسبة للولايات المتحدة". ووفقا لليبرمان، فإن هذه العلاقات يجب أن تمتد إلى مجالات أخرى غير الأمن الأقليمى ومكافحة الإرهاب، مثل الاقتصاد والثقافة والبحث العلمى، وغيرها".
"فمنذ عهود، أهملت إسرائيل مناطق بأكملها مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا الشرقية والبلقان وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا. وتقدر تكلفة هذا الإهمال بالكثير وهم ما تم تسليط الضوء عليه خلال مؤتمرات الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية".
كما تدعو المذكرة إلى مضاعفة "اجتماعات كبار المسؤولين وزيادة دعم التنمية وتطوير روابط اقتصادية ومالية وثيقة، عن طريق إعادة تشكيل الساحة الدولية بحيث لا تكون إسرائيل أبدا طرفا يعمل بمفرده".
أما بالنسبة للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، تذكر وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه لم يتم بناء أى خطة للسلام منذ اتفاقات اوسلو (منذ ست عشر عاما). كما أنها تنتقد جهود أوباما المبذولة من أجل تحقيق سلام فورى قائلة : "إن خلق توقعات غير واقعية على المدى القصير يمكن أن يخيب مرة أخرى ظن المجتمع الدولى ويضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، بل وحتى أنه قد يفضى إلى ردود عنيفة من قبل الفلسطينيين".
ومن ثم فقد بات مطلوبا نهجا أكثر واقعية، حيث يقول ليبرمان : "يمكننا التوصل إلى اتفاقات مؤقتة، دون اللجوء بالضرورة إلى حل القضايا الرئيسية - القدس وحق العودة لللاجئين والحدود-، ويعد هذا هو أقصى ما يمكن القيام به من الناحية الواقعية ومن المهم أن تفهم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ذلك".
وبالنسبة لمعاداة السامية، تضيف الوزارة أنه "إلى جانب المظاهر الكلاسيكية لمعاداة السامية، هناك أشكال جديدة بدأت تظهر مثل مقاطعة المنتجات والمؤسسات الإسرائيلية، والدعاوى القضائية ضد قادة إسرائيليين وأفراد من الجيش الإسرائيلى (...) فنحن لا يمكننا أن نظل ملتزمين الصمت إزاء سلوك الحكومة السويدية التى لا تدين المقالات المناهضة للسامية المنشورة فى وسائل الإعلام القومية. إن اتخاذ موقف واثق ومهاجم حيال هذه الأحداث سوف يجعل العالم يفهم أنه لا يُسمح بقبول أو بتشجيع معاداة السامية أيا كان شكلها".
ليبرمان ينتقد تحول الخارجية الإسرائيلية إلى وزارة لـ"الشئون الفلسطينية"!
الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 08:14 م