لوفيجارو: الدول العربية لن تقف مكتوفة الأيدى أمام سباق التسلح النووى

الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 08:10 م
لوفيجارو: الدول العربية لن تقف مكتوفة الأيدى أمام سباق التسلح النووى صحيفة "لوفيجارو" تلقى الضوء على موقف الدول العربية من النووى الإيرانى
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة "لوفيجارو" بإلقاء الضوء على موقف الدول العربية من النووى الإيرانى، من خلال حثها للغرب على الاهتمام على حد سواء بالملف النووى الإيرانى والإسرائيلى. وتذهب الصحيفة إلى أن الدول العربية، ومن بينها مصر، لا تنوى الوقوف مكتوفة الأيدى، فى إشارة إلى قيام بعضها بإحياء برامجها النووية المدنية.

تقول الصحيفة إن الدول العربية السنية، بدءا من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات - تشعر بالفعل بالقلق إزاء القوة النووية لإسرائيل، التى لم تعترف أبدا بامتلاك القنبلة النووية، ويظهرون نوعا من التوتر المتنامى إزاء البرنامج النووى الإيرانى وطموحات الهيمنة التى ينسبونها إلى جارتهم الشيعية طهران.

كما يغذى خوف تلك الدول العربية سيطرة الشيعة على العراق أو أيضا دعم طهران لحزب الله فى لبنان ولحركة حماس الفلسطينية.

وتشير الصحيفة إلى أن الاجتماع الإقليمى للهيئة الدولية لعدم الانتشار النووى ونزع السلاح، الذى عقد الأسبوع الماضى فى القاهرة، يعكس هذا التوتر العربى. لاسيما وأن مصر قد اغتنمت هذه الفرصة لتؤكد من جديد أنها تطالب بنزع السلاح النووى من منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1974، بعد حربها الأخيرة ضد إسرائيل. حيث قال نبيل فهمى، عضو المجلس الاستشارى للهيئة المكلفة ببحث مستقبل معاهدة حظر الانتشار النووى : "لقد حان الوقت لمجلس الأمن لسن قرار ملزم يحظر استخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية".


وتضيف الصحيفة أن الدول العربية تعارض بشدة خيار التدخل العسكرى ضد إيران، والذى من شأنه أن يزيد من زعزعة استقرار المنطقة. وتشير "لوفيجارو" إلى رأى وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط فى أن حل المشكلة الإيرانية سوف يتأتى من خلال وعى الغرب بضرورة اعتماد نهج شامل للقضية النووية فى الشرق الأوسط.

كما تشير الصحيفة إلى أن العبارة التى قالها أحمد أبو الغيط :"إذا كان العالم العربى عالقا بين المطرقة والسندان (إسرائيل وإيران)، فعليه البحث عن درع، وهذا الدرع لن يكون غربيا"، تعد تحذيرا واضحا من جانب وزير الخارجية المصرى للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فى إشارة مستترة إلى الصين وروسيا.

وتورد الصحيفة أيضا تصريحه فى أعقاب اجتماعه مع نظيره البولندى : "على الرغم من أن لا أحد يريد التطرق لهذا، إلا أن إسرائيل هى واحدة من دول المنطقة التى تمتلك قدرات نووية عسكرية. وإذا كنا نريد حقا التعامل مع القضية النووية الإيرانية، يجب أيضا الحديث عن النووى الإسرائيلى"، مضيفا أن إيران ليست عدوا لمصر، ولكن قبول الأسلحة النووية الإيرانية يعنى إعطاء الشرعية للقدرات النووية الإسرائيلية. لابد من إقناع إسرائيل بالتخلى عن الأسلحة النووية حتى تتخلى إيران عن جهودها للحصول على هذا السلاح".

وتذهب الصحيفة إلى أن الدول العربية لا تنوى أن تنتظر مكتوفة الأيدى. لاسيما وأن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، الواحدة تلو الأخرى قد أعلنت - أو اعتزمت - خلال السنوات الأخيرة إحياء برامجها النووية المدنية، بموافقة الولايات المتحدة أو فرنسا أو روسيا، التى عرضت جميعها عليها منحها خبراتها فى هذا المجال. فى حين أن آخرين، مثل سوريا، يُشتبه فى قيامهم بتنفيذ برامج سرية.

وتشير الصحيفة إلى أن مصر كانت أول من اتخذ تلك الخطوة من خلال إحيائها للبرنامج الذى تم إطلاقه فى 1960 وأوقف بعد حادث تشرنوبيل عام 1986. ومن المتوقع أن تعلن القاهرة قريبا، التى تمتلك بالفعل اثنين من مفاعلات البحوث الصغيرة، عن عرض مناقصة لبناء أول مركز لها. وفى هذا السياق تذكر الصحيفة أن مجموعة "أريفا" الفرنسية تقف فى الصفوف انتظارا لهذا العرض.

بيد أن نظر مصر، كما تقول الصحيفة، يتجه على ما يبدو بنحو متزايد نحو روسيا، التى وقعت معها فى أواخر عام 2007 على اتفاق تعاون بشأن الطاقة النووية المدنية. كما أن القاهرة تتطلع نحو موسكو لشراء أسلحة، على الرغم من المساعدات الأميركية لها والتى تصل سنويا إلى 1,3 مليار دولارا (فى إطار الاتفاقات بين إسرائيل ومصر الموقعة فى كامب ديفيد) والتى كانت تقود مصر حتى الآن إلى التزود بها بشكل حصرى من واشنطن. مما يلقى الضوء، كما تخلص الصحيفة، على حديث أحمد أبو الغيط، فى الوقت الذى يتساءل فيه العالم العربى بشأن تحالفاتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة