"دور العرب فى نقل المعارف للغرب" كتاب جديد

الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 02:22 م
"دور العرب فى نقل المعارف للغرب" كتاب جديد كتاب فرنسى جديد عن دور العرب فى نقل المعارف للغرب
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لقد طال الخوف من العرب والإسلام حتى العلم. وهناك من يقومون بتصفية حساباتهم مع الإسلام عندما يقولون: نحن لا ندين بشىء، أو تقريبا، للمعرفة العربية والإسلامية". تلك هى النظرية المغلوطة التى استنكرها مجموعة من الكتاب والعلماء الفرنسيين. ومن ثم سعوا إلى تفنيدها والرد عليها، ذاهبين إلى أنها تنبع من تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الغرب، وذلك فى كتاب "اليونانيون والعرب ونحن: دراسة الإسلاموفوبيا فى مجال العلم" الصادر مؤخرا عن دار نشر Fayard.

يتعرض هذا الكتاب إلى عدة قضايا ترتبط جميعها بتطور فكرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام لدى الغرب، والتى دفعت البعض للتشكيك أو لإنكار الدور الذى لعبه العرب والمسلمون فى نقل المعارف اليونانية إلى الغرب. ومن هذه القضايا: العلوم والفلسفة العربية والإسلامية، المسائل الأيديولوجية ذات الصلة بدراسة اللغة العربية، مفهوم مصطلحى "لاتينى" و"يونانى" فى العصور الوسطى وعصر النهضة، ومكان اليهودية فى نقل المعرفة إلى أوروبا الغربية، بالإضافة إلى الكاثوليكية الحديثة للبابا بنديكت السادس عشر، وفكرة "الحضارة" لدى المؤرخين بعد بروديل، وأساليب المعرفة الجديدة فى عصر الإنترنت، وأخيرا أسلوب تعليم تاريخ الإسلام اليوم فى المدارس والكليات.. باختصار فإن كُتاب هذا العمل، كما يشيرون، يتطرقون لمراحل التحولات المختلفة التى مرت بها الإسلاموفوبيا، ليتوصلوا فى النهاية إلى حقيقة ما هم عليه، بما فى ذلك من الناحية التاريخية : "يونانيون بالتأكيد، وإنما أيضا عرب".

وقد أشادت صحيفة "لوموند" بهذا العمل، مشيرة فى البداية إلى كتاب المؤرخ سيلفان جوجنهايم الذى أثار استياء كبيرا وجدلا واسعا فى أوساط المؤرخين الفرنسيين، وكان بعنوان "أرسطو فى مون سان ميشال. الجذور اليونانية لأوروبا المسيحية"، عن دار نشرSeuil ، الذى أكد فيه على أن العالم العربى والإسلامى لم يلعب سوى دور ثانوى فى نقل المعارف الإغريقية إلى الغرب المسيحى، وأن أوروبا لا تدين بعلومها إلى العالم الإسلامى والعربى وأنها وريثة مباشرة للمعارف الإغريقية.

وقد استنكر عدد كبير من العلماء، بمن فيهم متخصصون مرموقون فى القضايا التى طرحها جوجنهايم فى كتابه، كما تقول الصحيفة، الأخطاء الكثيرة الواردة فى كتابه وعدم وجود أى أدلة على ما يسوقه، كما نددت بإصراره على إعادة قراءة تاريخ الفلسفة فى القرون الوسطى مع إنكار مساهمة الإسلام فيها.

وتضيف الصحيفة أن كُتاب "اليونانيون والعرب ونحن" قد لاحظوا من خلال النجاح الشعبى الذى حققه كتاب جوجنهايم وكذلك الترحيب الذى لاقته به الصحافة، مظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا بدا واضحا عن طريق استخدام عبارات معادية للإسلام.

وتذهب "لوموند" إلى أن هؤلاء الكتاب يعيدون قراءة هذه الأحداث الأخيرة من خلال منظور "ما بعد الاستعمار"، فى سياق فكرى متأثر بما أطلقوا عليه "فلسفة التاريخ الساركوزى"، وبمواقف البابا بنديكت السادس عشر، وعلى وجه الخصوص خطابه الذى ألقاه فى راتيسبون فى 2006.

ومن ثم، كما تشير الصحيفة، فإن جميع أولئك الذين طالبوا بضرورة طرح نقاش علمى حقيقى حول ما ساقه جوجينهايم فى كتابه، سوف يسعدون بالمعلومات الواضحة التى يقدمها لهم كتاب "اليونانيون والعرب ونحن"، حيث يستند إلى مصادر ودراسات عديدة تبين كيف بنيت فلسفة القرون الوسطى والعلوم الحديثة بشكل تدريجى على التراث اليونانى والعربى.

وتخلص الصحيفة فى النهاية إلى أن مصداقية العمل العلمى تعتمد على قدرة المؤرخ فى الاضطلاع بموقفه المنهجى والتأريخى، وكذلك قدرته على تقديم أدلة لدعم حجته.. وهذان الشرطان قد توفرا بصورة كاملة فى هذا الكتاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة