تحول الحديث عن تأجيل مناقشة تقرير "جولد ستون" الذى رصد الانتهاكات الإسرائيلية فى حربها الأخيرة على قطاع غزة، إلى سهام موجهة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن المتهم الأول فى الوقت الحالى، من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح، تتهمه بأنه تواطأ مع إسرائيل على حساب فلسطينى قطاع غزة.. فهل تستطيع هذه السهام أن تصيب مستقبل أبو مازن السياسى.. وإلى أى مدى تملك الفصائل بديلاً لأبو مازن لقيادة فلسطين فى المرحلة المقبلة؟، خاصة أن الفصائل وعلى رأسها حركة حماس ترفض الحديث عن طرح بديل لأبو مازن، حتى مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التى من المقرر عقدها منتصف العام المقبل، وفقاً للورقة المصرية، التى سيتم التوقيع عليها نهاية أكتوبر الجارى.
الدكتور سمير غطاس، مدير مركز مقدس للدراسات، قال إن تقرير "جولدستون" يتم استخدامه حالياً فى الصراع السياسى الداخلى لنزع الشرعية عن أبو مازن، مؤكداً فى الوقت ذاته على أنه لا أحد يستطيع نزع أبو مازن من مكانه، لأنه منتخب من الشعب الفلسطينى، وإذا أرادت حماس خلعه من السلطة فعليهم أن يذهبوا للانتخابات القادمة والاحتكام للشعب من خلال أساليب ديمقراطية، دون استخدم القوة.
وأشار غطاس إلى أن تقرير جولدستون اعترضت عليه إسرائيل وحماس فى ذات الوقت، لأنه أدان الاثنين بنفس القدر، ومنظمة التحرير هى التى طالبت بتفعيل التقرير بصفتها عضوا مراقبا فى منظمة الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، ولا تملك بهذه الصفة أن تطلب تأجيل أو شطب التقرير، مشيراً إلى أن زميل أكرم ممثل باكستان والمجموعة العربية والإسلامية فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان أعلن أن التأجيل هو تأجيل أمريكى روسى بريطانى فرنسى، وحركة حماس هى التى عارض طرحه على مجلس الأمن.
الدكتور عماد جاد، رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام، يرى أنه ليس من مصلحة إسرائيل أو أمريكا التخلص من أبو مازن، لأنه من وجهة نظرهم متعاون معهم، لكن فى المقابل فإن هناك أطرافا فلسطينية داخلية تسعى إلى إبعاد أبو مازن عن السلطة لاختلافات داخلية، لافتاً إلى أن حركة حماس هى أول الرابحين من الضجة المثارة حول التقرير وعلاقة أبو مازن بتأجيله، لأنه تريد أن تحقق مكاسب داخلية بعد أن فقدت جزءا كبيرا من شعبيتها فى فلسطين.
وأكد جاد أنه لا يوجد بديل من الممكن أن يملأ مكان أبو مازن، خاصة فى الوقت الحالى، لأن كل قيادات منظمة التحرير الفلسطينية متهمون مثل أبو مازن بالمسئولية عن الـجيل، وبقية الفصائل إما أنها لا تريد خوض غمار العملية الانتخابية الرئاسية أو أنها لا تملك القيادة المؤهلة لذلك.
وأضاف جاد أن الوحيد المؤهل كبديل لأبو مازن هو مروان البرغوثى لما يملكه من توافق شعبى وسياسى، لكن يظل اعتقاله من جانب السلطات الإسرائيلية حائلاً أمام إتمام أى مشروع سياسى له.
السفير بركات الفرا، سفير فلسطين المناوب فى القاهرة، رفض الحديث فى الأمر، وقال لليوم السابع "يجب على الإعلام أن يبحث عن حلول إيجابية بدلاً من السعى وراء تحاليل سلبية، لأن هذه ليست قضية بلد واحد، بل قضية الوطن العربى بأكمله".
بعد اتهامه بخيانة القضية الفلسطينية..
خبراء: لا يوجد بديل لأبو مازن لقيادة فلسطين
الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 08:14 م