بالصور.. بوابة فاطمة وخلفها أول مستوطنة إسرائيلية

الأربعاء، 07 أكتوبر 2009 03:04 م
بالصور.. بوابة فاطمة وخلفها أول مستوطنة إسرائيلية بوابة فاطمة الفاصل بين الحرية والقمع
رسالة لبنان ـ أميرة عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شريط حدودى شائك يفصل بين عالمين، عالم الحرية فى آخر بلدية عربية بجنوب لبنان المحرر، وعالم الاستيطان الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية مع أول مستوطنة إسرائيلية تكون خلف هذا الخط الفاصل بين لبنان المحرر وفلسطين المحتلة من خلال بوابة فاطمة.

اليوم السابع وقف على الحدود لينقل لكم تاريخ هذه المنطقة التى تعتبر خير شاهد على كافة الممارسات الإسرائيلية، كما يقول الحاج "سعيد" الذى تطل شرفة منزله على أولى المستوطنات الإسرائيلية.

بوابة فاطمة كانت قبل وجود إسرائيل المعبر الرئيسى بيننا فى لبنان كما يقول "سعيد" وبين فلسطين، ولكن مع الاحتلال أصبحت من أهم مناطق العمليات الاستشهادية والنضالية، وفى إحدى هذه العمليات جاءت سيدة ومعها ابنتها الصغيرة فاطمة لمساعدة المقاومين، وعندما وصلت إلى المنطقة وقعت معركة عنيفة بين الفدائيين وقوات الاحتلال، وخلال المعركة فقدت المرأة ابنتها التى لم يتجاوز عمرها السنتين.

بدأت تبحث عنها وسط الرصاص وتصرخ "فاطمة•• فاطمة" إلى أن أصيبت ولم تصل إلى ابنتها "فاطمة" فسقطت جثة هامدة، ومن هذا اليوم أطلق اسم طفلتها الصغيرة على هذه المنطقة. وفى عام 2006 بعد انتصار حرب تموز فى جنوب لبنان فتحت من خلال هذا السلك الشائك بوابة باسم فاطمة، تتحكم فى مفاتيحها القوات الإسرائيلية تحت إشراف من قوات الأمم المتحدة هناك.

"بوابة فاطمة" اسم اقترن ببلدة "كفر كلا" إحدى البلدات الجنوبية الحدودية الملاصقة للشريط الشائك، شاهدة على سنوات الاحتلال والانتصار، ولكنها حتى الآن مازالت نظراً لموقعها الجغرافى الملاصق للحدود الدولية التى تفصلها عن الأراضى الفلسطينية المحتلة تعانى الكثير من المضايقات الاستفزازية الإسرائيلية، كما تقول السيدة "علياء" إحدى نساء هذه القرية، مؤكدة أن جنود الاحتلال الذين يملكون مفاتيح بوابات السلك الشائك يمررون العديد من الكلاب الشرسة والمصابة بالسعار على أهالى القرية، بالإضافة إلى الأبقار المصابة، مؤكدة أنه سبق وأن قامت قوات الاحتلال بإطلاق خنازير مصابة بأنفلونزا الخنازير على أهالى القرية، إلا أن مقاتلين حزب الله المنتشرين فى الجنوب دائما معنا ليتصدوا لهم كما تقول "علياء"•

أعلام حزب الله التى تعبر عن النصر بالنسبة لكل سكان الجنوب ترفرف على عواميد الإنارة الملاصقة للسلك الحدودى الشائك، وإلى جوارها أعلام دولة إيران، ويرفع حزب الله قائد انتصار الجنوب أعلامه مبرر وجودها، أما أعلام إيران فكانت محل سؤال الحاج "بركات" المنتمى إلى حزب الله فى "كفر كلا"، فأكد أن إيران شريك أساسى فى انتصار حرب تموز بدعمها العسكرى للمقاومة، بالإضافة إلى أنها الآن شريك أساسى فى إعمار جنوب لبنان بإمداده بالأموال، وبهذا تكون لهذه أعلامها مبرر وجودها فى سمائنا.

الطريق الرئيسى لهذه البلدة الملاصقة للحدود يفصلها عن مواقع إسرائيل الممتدة على طول الطريق الذى يربط مستوطنتى "المطلة" و"مسكاف عام" أولى المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، هذا الموقع جعل الحياة فيها صعبة وخطرة، بل أشبه بالمستحيل كما ما تقول "نوال" أحد سكان القرية التى أكدت تمسك معظم أهلها سواء خلال فترة الاحتلال أو فترة حكم الحكومة اللبنانية بالعيش فى ظل تدنى مستوى الخدمات وانعدام أوجه البنية التحتية فى القرية من مستشفيات ومدارس ومنافذ إنارة وغيرها من أساسيات العيش التى نادرا ما توافرت فى هذه القرية التى ما زالت تعانى من مخاطر وضيق العيش فيها.

"جندى ذاهب إلى ساحة المعركة ولكن من دون بندقية" بهذا التعبير وصف الحاج "حسن" أحد سكان القرية وضعها فى اجتياح إسرائيل، لها إلى أن ظهر مقاتلو حزب الله الذين حموا أهلها فى المقام الأول وحولوا الحرب إلى حرب عسكرية ليس فيها مكان للمدنين الذين عملوا إلى حمايتهم فى الملاجئ والتى اصطحبنا إليها لنتعرف عليها من الداخل.

الملاجئ فى الجنوب هى مخابئ تحت البيوت الصغيرة يلجأ إليها المدنيون أوقات الحرب التى لم تتوقف طبولها على مدار ثلاثين عاما كاملة عرف خلالها الأهالى متى يدخلون إلى الملجأ ومتى يخرجون منه، البعض على قيد الحياة والبعض الآخر وارد أن يفقد حياته داخل الملجأ وخارجه أيضا، كما تصف لنا السيدة "خديجة"، وضع المدنيين أيام الحرب، مؤكدة أن هذا ضريبة بسيطة يدفعها أهل الجنوب الذين فقدوا الكثير من أفراد عائلتهم فى سبيل النصر الذى تحقق فى حرب تموز 2006، مؤكدة أن جميع أهالى المناطق الحدودية على يقين تام بأن هذه الحرب لن تكون الأخيرة، ولكننا دائما مستعدون.

استعدادات أهل الجنوب للحرب جديدة على لبنان لها شقان، الأول مرتبط بدعم المقاومة، حيث أنهم يعتبرون أنفسهم شريان حياة المقاومة فى الجنوب بدعمهم المستمر لها بالطعام والشراب والسلاح أيضا، أما الشق الثانى فمرتبط بتكوينهم الذى ارتبط بالحرب على مدار ثلاثين عاما أصبحوا بعدها وخلالها على خبرة بكيفية إدارتها والحفاظ ولو على جزء من أرواحهم فيها.


موضوعات متعلقة..

بالصور.. اليوم السابع فى معتقل "الخيام" بلبنان













































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة