عماد القطرى يكتب: وقائع موت نيل مصر

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2009 12:14 م
عماد القطرى يكتب: وقائع موت نيل مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا زارعين الشوك فى فمنا الملوث بالسكات
النيل مات
فليبدأ الجمع المغطى بالسبات
مراسم الدفن المقدس للرفات
ماء من القاع المسافر فى الزمان
يجوب أرضك فاسترح يا سيدى
واحمل لواءك يوم زرعك
صابرا ومجاهدا
بالأصغرين وباليدِ
ماء وطن..
يرتاح فى دمك الملوث بالرضا
والصبر خوفا من غدِ
ماء يثور على جبالك فى الجنوب
ولم يكن يوما خنوعا أو ردى
ماء وطن ..
لم ينتش مذ جاء جندك
بالخراب إلى عيون المشهد
***
النيل مات
من يعصم اليوم الجموع..؟
لا ظهر خلفك
أو نقيب القوم خالك
أو بجيبك "بنكنوت"
لا شئ غير مناهل الذل .. الدموع
هل كنت تدرى يا فتى؟
أمست مدائننا مزيفة
وعار يسكن الأرحام
يوم تدوس خيلك
رفقة أو بطن جوع
فى الفرح كان النيل
يحمل باقة الأزهار
يرقص باسما
يأبى الخنوع
إن مس قومك قرحهم
يألم كثيرا
يرتجى برءًا لهم
مثل اليسوع
من يعصم اليوم الجموع..؟
والخيل هذى المستعدة للنزال شعيرها
من بطن أرضك يوم حان الفرح
فى بدء الحصاد
والفارس المزهو فوق خيولنا
من طيننا
أم جاء فى سفن الفرنجة
محض لص من مزاد
سيفان فوق جبينك المقهور
أم سيل النجوم ومخبر بالأمس
داس كرامة الجمع المعارض للفساد
سيفان أم ...؟
نسر يبيت مراقبا عش الصغار
وينتشى بالمومسات
وشقة..
والختم يحميه الزناد
من يسكب العار المؤجل فى دم الأرض المهان
جند... وبارود..
وخازوق.. وثان
ما عاد للشمس البعيدة
طعم حلم
أو خضار يمنح القلب النماء
والخيل فى الميدان خشب ترتمى
وفوارس الأسفلت
تزعق فى غباء
صيف أتى ..
والجدب يحمل فى الدروب
ثياب ليلى والدماء بلا انتهاء
والريح تجرح خدك الملطوم
تعوى خلف آفاق الفضاء
لا أرض عندك أو تراب
النيل أجهده الخراب
والجند تسهر فى المقاهى
تسرق الليل الغريب
قف!!
من يقامر ..
يسرق الشمس البعيدة
أو ينيخ قطيعه المهزوم
فى البلد الحبيب
كل المدائن سيدى
تشكو مع العطش الشديد
من الغلاء المجهد
والنيل أينع رأسه
والسيف فى يدك الطويلة صارخ
إنى أنا الحجاج
طلاع الثنايا
فاعرفوا أمسى ويومى من غدِِ
النيل مات
هيا اتبعوه بذلكم
لا تنظروا اليوم اشتهاء للبنات
ومزقوا كل الحكايات التى تحكى غرام الموعدِ
هيا احملوا خلف الرفات خضوعكم
كل الشعارات التى..
والأغنيات ورقصة الفرق الكبيرة
فى الموالد والمسارح والقرى
ينهار فوق رؤوسكم الشط بعد المعبد
لا الجمع جاء ولا الخطيب وجوقة الأبواق أو نجل الرئيس
ولا الجنود أمام مدفعك الصدى
خاف الجميع السير خلف المشهد
لا تنسى أخذ صغيرك
المذهول من عجز الرجال
إلى فضاء سرمدى
واصحبه نحو شطوطك الخجلى
وكن مثل القطيع بلا صباح أو غدِ
مارس طقوسك فى الخنوع مع الرضا
واصمت طويلا ..
كنت أنت المبتدى






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة