سها المنياوى تكتب:اخدش المنطقة الرمادية

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2009 11:05 ص
سها المنياوى تكتب:اخدش المنطقة الرمادية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اخدش المنطقة الرمادية - عبارة توقفت عندها قليلا وجدها على كارت شحن المكالمات - نتواصل مع بعضنا بعضا ببضع أرقام ندخلها إلى شبكة الاتصالات حتى تأذن لنا بالتواصل الصوتى – ماعلينا..

كنت أقول استوقفتنى كلمة المنطقة الرمادية، ترى ماهى المنطقة الرمادية فى حياتنا؟ إنها تلك المنطقة الضبابية التى تتداخل فيها المبادئ والقيم والصواب والخطأ. إنها تلك المنطقة التى لا يوجد فيها حسم للأمور لا يوجد جانبان نتخذ حتى أى منهما منطقة لها ثقافتها وأيدولوجياتها وقوانينها وسكانها أيضا بعض السكان دائمون مستقرون فيها وبعض السكان يسكنونها أحيانا ويتركونها أحيانا. كل منا أقام فيها ولو لوقت من الزمن وكلنا واردها..
عندما تسكن هناك، تظل على الحياد تخفى قراراتك الحاسمة، وإلى أى نظام أو كيان تنتمى، إلى أى مبدأ تحب أن يسد.

يميل غالبية الحكام العرب إلى الإقامة فى المنطقة الرمادية كخيار إستراتيجى –
والخيار الإستراتيجى كالخيار المحقون بالهرمونات المتوفر فى الأسواق حاليا ليس له طعم ولكن يبدو ظاهريا متناسقا وهى النباتات التى يتغذى عليها أهالى المنطقة الرمادية، حيث لا تنبع المواقف من القلب وإنما مسيسة ومطوعة لخدمة أهداف.. إستراتيجية أيضا!!

فى أعماق الحاكم العربى المطوع "الرمادى اللون" يكره الكيان الصهيونى ولا يود التطبيع معه وإنما مجبر هو ومحكوم - بإرادته - أن يحض على المضى قدما فى عملية السلام واستنئاف المفاوضات والرجوع إلى اتفاقيات أوسلو - منطقة رمادية أخرى..

لا يبدو أن محور الشر - الإدارة الامريكية - محبوبة فى المنطقة العربية رغم أن العلاقات السياسية والاقتصادية قوية للغاية مع من يقودون تلك المنطقة الرمادية العربية. تلك الازدواجية والتسييس حقيقة مطلقة فى المنطقة الرمادية
وإستراتيجيتها..

أحيانا تحتدم الأمور وتتأزم المشاكل وتتكالب قوى الطبيعة ضدك فترى نفسك مضطر إلى الهروب من حسم الأمور - لأن فى حسم الأمور الشقاء أو ربما الكثير من المشاكل - فتضطر إلى اللجوء إلى المنطقة الرمادية مؤقتا.

ولكن من يستقرون فى تلك المنطقة ويتخذون من مبادئها منهاجا وسياسة ترى ما شكل حياتهم؟ ما لونها وطعمها؟ هل بداخلهم ما يبدونه؟
إذا اتخذوا قرارا فى العمل يتسبب مشاكل من من يرأسونهم، يعتبرون من المتمردين والعاصيين وأصحاب المواقف لذا فالمنطقة الرمادية هى الحل..

إذا احتملت زوجة الطباع السيئة والاشياء التى تضايقها من الزوج بدون محاولة للحسم أو اتخاذ وقفة لوقف النزيف العصبى والنفسى لها، فهى من سكان المنطقة الرمادية الأساسيين، حيث لا تستطيع تحمل عواقب اتخاذ موقف..

اذا قابل الشعب ما تقدمه له الحكومة من وجبات كمزيج من الاستخفاف بالعقل
والإرهاب الفكرى والإشاعات الكاذبة، فهو من سكان المنطقة الرمادية، حيث لا يستطيع تحمل عواقب اتخاذ موقف وإعلان العصيان المدنى - وإن كانت بوادر خدش المنطقة الرمادية آتية لا محالة.

اذا قابلنا الظواهر الاجتماعية بسياسة دفن الرؤوس فى الرمال - لأنه عيب أن نتحدث فى العيب - تكون المنطقة الرمادية سكننا وملجأنا.

أتمنى أن نخدش المنطقة الرمادية دائما وليس برعونة حتى لا تضيع الأرقام..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة