خوفاًَ من وصولها إلى جماعة الشباب

الولايات المتحدة تمنع إرسال معونات للصومال

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2009 02:36 م
الولايات المتحدة تمنع إرسال معونات للصومال يعانى طفل من كل خمسة أطفال فى الصومال من سوء التغذية
كتبت غادة أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعانى طفل من كل خمسة اطفال فى الصومال من سوء التغذية، ويحتاج عشرات آلاف إلى الرعاية الطبية للبقاء على قيد الحياة، وتترنح البلاد على حافة المجاعة، ويرى مسئولو الأمم المتحدة أن الصومال لم تكن فى مثل هذا الوضع الخطير منذ انهيار الحكومة المركزية عام1991 والبلاد فى أمس الحاجة إلى المساعدة، ولكن المساعدات تأخرت فى الفترة الماضية، ويرجع ذلك إلى أن الحكومة الأمريكية تخشى أن هذه المساعدات تستخدم فى تغذية الإرهاب، جاء ذلك فى صحيفة "صومالى لاند تايمز".

تشعر الحكومة الامريكية بقلق حول ذهاب مساعدتها المالية فى الصومال إلى جماعة الشباب الإرهابية والتى يشتبه أنها على علاقة بتنظيم القاعدة، ويقول مسئولو الأمم المتحدة إن الحكومة الأمريكية احتجزت ملايين الدولارات فى شاحنات المعونة فى أثناء وضع مجموعة جديدة من القواعد لتحسين الأمن فى توزيع المعونات، والقليلون فقط يعتقدون أن الولايات المتحدة ستوقف المعونات المنقذة إلى الصومال فى الوقت الذى يجتاح فيه الجفاف المنطقة، ولكن ما لا يقل عن 50 مليون دولار من المعونة الأمريكية قد تأخر فيما تستمر المحادثات كما صرح مسئولون فى الأمم المتحدة.

ولا تمتلك الصومال ما يكفى من المعونات الغذائية سوى ما يكفيها للأسابيع الأربعة المقبلة، وقالت "كيكى غبيهو" الرئيس المنسق لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية فى الصومال، إن الأضرار المحتملة نتيجة لهذا القرار ستكون ضخمة وذلك عقب زيارته لمنطقة تعانى الجفاف فى الصومال يوم الخميس الماضى.

ويعانى المواطنون فى الكثير من أنحاء البلاد مثل فى منطقة دوكول فى وسط الصومال حيث أوضح الكثير من الساكنين هناك أنهم استنفدوا احتياطهم من الطعام، خاصة أنهم يشاركون حيواناتهم فى الطعام الخاص بهم، خاصة بعد أن أفسد الجفاف المراعى فى المنطقة، وتأخر المساعدات التى غالبا ما تأتى من الولايات المتحدة يهدد حياة الكثيرين، فالحكومة الأمريكية هى المتبرع الأول للصومال حيث تتبرع بحوالى 40% من ميزانية مساعدتها السنوية والتى تبلغ حوالى 850 مليون دولار تهدف إلى إطعام أكثر من 3 ملايين شخص.

وتبين المراسلات الأخيرة بين الوكالات الأمريكية أن وزارة الخارجية الأمريكية قلقة من العواقب القانونية المحتملة إذا كانت المعونات التى تبعثها تصل إلى جماعة الشباب وتريد من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أن يضمن أن مسئولى المساعدات الأمريكية لن تتم مقاضتهم عن أية معونة تصل إلى أيدى الشباب.

ويخشى المسئولون الأمريكيون أن جماعة الشباب فى الصومال وحلفاءها يعملون مع تنظيم القاعدة لتحويل الصومال إلى مصنع لجهاد العالمي، وخاصة ان بعض الصومالين الحاملين للجنسية الأمريكية انضموا بالفعل إلى حركة الشباب ويخشى المسئولون أن يستغلوا هذه الجنسية للعودة إلى الولايات المتحدة والقيام بعمليات انتحارية.

وتخوض جماعة الشباب حربا شرسة ضد الحكومة الصومالية التى تعانى من عدم التنظيم وضعف القوات، وفى الوقت الذى تناضل فيه الحكومة الانتقالية لا يجد مسئولو الأمم المتحدة مفرا من العمل مع قادة الشباب المحليين لتوزيع المساعدات للمواطنين فى المناطق التى تسيطر عليها الشباب، حيث إن المواطنين فى أمس الحاجة إلى هذه المساعدات الطبية والغذائية.

وتشير المعلومات الأولية التى كشفت عنها تحقيقات الأمم المتحدة أن بعض من أكبر شركات المقاولات الصوماليين الذين عينتهم الأمم المتحدة لبرنامج الغذاء العالمى قد تكون تتقاسم العائدات مع الشباب أو حلفائها أو على الأقل تغض النظر عندما يقوم مسلحون بسرقة أكياس الحبوب التى تبرعت بها الحكومة الأمريكية وبيعها فى السوق المفتوحة للحصول على المال من أجل شراء الأسلحة، والتزم مسئولو الأمم المتحدة الصمت حول هذه المزاعم.

وصرح بيتر سميردون المتحدث باسم الوكالة فى كينيا أن برنامج الغذاء العالمى كانت تجرى تحقيقات منفصلة بنفسها واتخذت إجراءات فورية من أجل زيادة الأمن فى برنامج الغذاء العالمى والمستودعات ونقاط التوزيع، ولأن الصومال تشكل خطورة كبيرة خاصة للأجانب، فإنه من الصعب للغاية على وكالات المعونات الدولية أن تتابع عن قرب العمليات بداخل البلاد، خاصة أن معظم هذه الوكالات يقع مقرها على بعد مئات الأميال فى كينيا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة