هل صحيح أن المصرى المخلص والمبدع مالوش حظ فى البلد دى؟.. سؤال دق على رأسى بعنف أثناء مشاهدتى لمسلسل إسماعيل ياسين، السبب أن مشوار حياته قصة كفاح حقيقية لإنسان آمن بقدرته على تحقيق حلمه من خلال جهده المتواضع والمتواصل وإصراره وعشقه لعمله على الرغم من الصعاب التى واجهته والظروف التى عاندته طوال مشوار حياته فلم ييأس يوما.
كفاحه ابتدأ من مسقط رأسه فى السويس حتى سافر للبحث عن فرصة فى القاهرة والإسكندرية ورأس البر وامتد إلى لبنان وسوريا واليمن، قيمة المسلسل أنه يعطى مثالا ونموذجا للشباب وللجميع بقيمة العمل وقدرة أى إنسان مخلص وصاحب كفاءة أن يحقق ما يريد رغم الظروف الصعبة والعقبات، المشكلة أن التليفزيون المصرى الذى صدعنا ليلا ونهارا بشعار"مافيش حاجة حصرى كله على التليفزيون المصرى" لم يعرض هذا المسلسل الرائع ولم يحترم ذكرى إسماعيل ياسين فنان كل الأجيال وأسطورة الكوميديا، الدليل أن جميع أفلامه مازالت تحظى بنسبة مشاهدة عالية من الصغير قبل الكبير.
أنا شخصيا تابعت المسلسل بشغف وبكيت بالفعل لما تعرض له الفنان العظيم من سوء الحظ فى حياته.
تذكرت بحثا نشر فى إحدى المجلات الأمريكية بأن العالم أو الفنان أو من يعطى للبشرية ويصبح مشهورا مثل اينشتاين وموتسارت وبيل جيتس جميعهم بلغ عدد ساعات عملهم فى حياتهم ما لا يقل عن 10 إلى 15 ألف ساعة عمل.
السبب أن الموهبة والذكاء وحدهما لا يكفيان ولكن يجب أن تصقل الموهبة بالعمل والكفاح والجهد فى تراكم تصاعدى لأن لكل مدخلات جيدة مخرجات جيدة، أيضا بهرنى جوانب التعامل الإنسانى والصداقة الحقيقية فى المسلسل وكيف ساعد أبو السعود الإبيارى هذا الكاتب الرائع إسماعيل ياسين عندما اقتنع بموهبته دون غرض أو مصلحة.. وأيقنت كيف أن التعامل الإنسانى الراقى له دور كبير فى صناعة المجتمع وتقدمه وكيف نحن فى أمس الحاجة إلى عودة القيم والتسامح والقناعة كم نحتاج لثقة مع بعضنا البعض فى زمن انعدامها.. وكم نحتاج لقوة كافية فى تقدمنا فى زمن الانكسار.. بل كم نحتاج لإتقان الأساسيات التى تساهم فى بناء المجتمع .. المشكلة أن المسلسل كان أفضل من مسلسلات كثيرة عرضت على التليفزيون المصرى ومعظمها ملىء بالردح والعنف والكوميديا السوداء والزعيق والصراخ وتؤدى فى النهاية إلى تزييف الواقع وخداع الجميع.
أما مسلسل أبو ضحكة جنان كان نموذجا لكل من يتعرض لظروف قاسية ويتغلب عليها.. وهنا تبرز قوة الشخصية.. والفهم الصحيح للتغلب على الظروف المحيطة، ويجب أن يعرف المسئولون عن التليفزيون وقنواته الفضائية أو الأرضية أنه أصبح من أهم مصادر المعلومات والثقافة لدى المواطنين، بل إنه يعد فى كثير من الحالات المصدر الأول للمعلومات والمعرفة الأمر الذى زاد من تأثيره.
من أجل ذلك.. أرجوكم ركزوا على حياة الناس المخلصين والمبدعين الذين خدموا هذا البلد حتى تتعلم منها الأجيال الحالية والقادمة وتعرف أن الإنسان مهما حاصرته الظروف قادر على تحقيق حلمه.
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم وأعتقد أن الفنان الجميل إسماعيل ياسين يستحق أكثر من عمل لأنه من الفنانين المحترمين الذى مازال يدخل علينا البهجة والسرور.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة