اعتدنا نحن معشر الصحفيين الكتابة عن بعضنا البعض فى حالتين، الأولى حين نهاجم بعضنا البعض، فى حملات تصل إلى حد تقطيع الهدوم، والثانية لرثاء من رحل منا وعندها لا نتذكر له سوى حسناته، ونبكى انقطاعنا عنه حينما كان فى أشد الحاجة لمن يدعمه ويشد أزره، ولو بكلمة على صفحة صحيفة.
لذلك أرجو أن تكون كتابتنا عن الدكتور محمد سيد سعيد ليست حالة استثنائية، وإنما نوع من الواجب لفارس حقيقى فى عالم الكلمة عاش حياته مدافعاً عنها زاهدا فى الكثير من متع الدنيا الزائلة، وهو اليوم فى أشد الحاجة لمن يدعمه ولو بكلمة حتى لا يترجل عن جواده ويفارقنا، وهو فى أمس الحاجة لكل دعم ممكن وهو يقاوم بشجاعة ورما خبيثا يصر على انتزاع نعمة الحياة من إنسان آمن بالحياة وأحبها، وعاش من أجل وطنه وناسه.
لا أعرف إن كانت كلماتى تصل لمحمد سيد سعيد أم لا، لكن كل ما أتمناه أن ينقلها إليه من يرافقه فى رحلة الصمود ومواجهة المرض اللعين، ليقولوا له فى بلدك على بعد آلاف الكيلو مترات مواطنون يحبونك ويدعمونك ويدعون لك حتى تكون قويا كما عودتنا دائما.
لقد كتب الأستاذ سعيد الشحات فى اليوم السابع عن محمد سيد سعيد، وهو ما فعله أيضا الدكتور عبد المنعم سعيد فى الأهرام والصديقة المحامية أميرة بهى الدين فى روزاليوسف، وتقريبا أجمع الثلاثة، رغم اختلاف مشاربهم السياسية على محمد سعيد الشخص والقيمة، ولا أعتقد أن لدىّ أكثر مما كتبوه، لكننى رأيت أن رسالة عرفان بالجميل لشخص طالما تعلمت منه الكثير، وطالما حرصت على قراءة ما يكتب بعقلية منفتحة من شأنه نقل رسالة مهمة للدكنور محمد سيد سعيد عن أناس فى الوطن لا ينسون ويتذكرون ويفتقدون من يحبون.
وإذا كان لا رد لقضاء الله إلا بالدعاء، فإننا لا نملك إلا الدعاء لمحمد سيد سعيد بالصبر فى مواجهة المرض وبنعمة الشفاء لعل الله يتم نعمه عليه.. ولا أعتقد أن محمد سيد سعيد يحتاج منا أكثر من الدعاء الآن.. ومن أن نقول له نحن معك.
* ملاحظات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة