جاءت "سنة الفراغ" فى هذا العام الدراسى الجديد لتنقذ خطة وزارتى "التربية والتعليم" و"الصحة" لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير بالمدارس من الفشل، بعدما استغلت الوزارتان عدم وجود طلاب بفصول هذه السنة لنقل طلاب المرحلة الإعدادية إليها، وهو ما قلل كثيراً من فرص ظهور أنفلونزا الخنازير بين طلاب تلك المرحلة باعتراف مساعدى وزير الصحة.
و"سنة الفراغ" هى أحد سنوات التعليم قبل الجامعى التى تعانى من عدم وجود طلاب بها إلا الراسبون من الأعوام السابقة، ونتجت عن عودة الصف السادس الابتدائى إلى "التعليم الأساسى" قبل 6 سنوات، وهى الآن السنة الثالثة من المرحلة الثانوية.
ولأن عدد طلابها هذا العام لا يزيد عن 50 ألف طالب كلهم راسبون من الأعوام الماضية، فقد ذهب تفكير الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم إلى استغلال فصول تلك السنة- المخصصة فى الأصل لاستيعاب 400 ألف طالب- فى تقليل كثافة طلاب المرحلة الإعدادية عن طريق إصدار قرار بنقلهم مع مدرسهم إلى تلك الفصول الشاغرة.
وبالفعل نجح هذا القرار فى القضاء على كثافة طلاب الإعدادية والنزول بها إلى 45 طالباً بالفصل الواحد، وهو الحد الأقصى الذى طلبت "التعليم" و"الصحة" من المديريات التعليمية الالتزام به، ساعد على ذلك تجاور غالبية المدارس الإعدادية مع مدارس ثانوية، مما سهّل من انتقال طلاب الأولى إلى فصول الثانية دون أن يشعروا بالابتعاد عن مدارسهم الأصلية.
ورغم أن المديريات التعليمية كانت متخوفة، فى البداية، من تلك التجربة خوفا من عدم انسجام طلاب الإعدادية تربوياً مع زملائهم الجدد من طلاب الصفين الأول والثانى الثانوى، غير أن وزارة التربية والتعليم طالبت مديرى المديريات بسرعة تطبيق القرار بدعوى أن حماية الطلاب من أنفلونزا الخنازير مقدّم على أى اعتبارات تربوية أخرى، لتبدأ المديريات فى نقل طلاب الصف الثالث الإعدادى إلى فصول "ثالثة ثانوى" لإتاحة الفرصة أمام المدارس لتقليل كثافة فصول "أولى" و"ثانية" إعدادى من خلال توزيعهم على فصول "ثالثة إعدادى".
من جانبه يؤكد الدكتور نبيل الدمرداش، رئيس إدارة التعليم الثانوى بوزارة التربية والتعليم، أن تلك التجربة حققت نجاحا كبيرا بالمدارس لأنها قللت من كثافة الطلاب بما يقلل من فرص إصابتهم بأنفلونزا الخنازير، دون تأثيرات سلبية على طلاب الصف الثالث الثانوى، الذين لا يزيد عددهم عن 45 ألف طالب، مضيفاً أن المدارس الثانوية تعاملت مع قرار نقل طلاب الإعدادية إليها بمرونة واضحة، باعتبار أن صحة الطلاب تأتى فى المقام الأول لدى كل العاملين بالتعليم.
مسئولو "التعليم" قللوا من احتمالية عدم انسجام طلاب الصف الثالث الإعدادى تربوياً مع طلاب الثانوية، مؤكدين أن هذا الأمر لن يحدث، لأن الصف الثالث الإعدادى هو الصف الوحيد بين صفوف "التعليم الأساسى" الذى لا يطبق نظام "التقويم الشامل"، وهو ما يجعل أسلوب التعلّم فيه لا يختلف كثيراً عنه فى مرحلة التعليم الثانوى.
لمعلوماتك:
16 مليوناً و101 ألف: عدد طلاب المدارس بمرحلة التعليم قبل الجامعى.
"سنة الفراغ" تنقذ خطة "التعليم" لمواجهة أنفلونزا الخنازير من الفشل.. والمدارس الثانوية تبدأ استقبال طلاب "الإعدادية" فى فصولها الشاغرة
الإثنين، 05 أكتوبر 2009 08:11 م
د. يسرى الجمل وزير التعليم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة