رواية تقترب بالقارئ من عالم المجتمع المهمش فى بلدة صغيرة نعيش مع بطلها "حودة" صبى الجزار الأخرس، وكيف يعيش حياته على أمل أن يتزوج ليطفئ نار رغبته الجامعة، وكان لهذا يطارد نساء الحى وبناته، إلا أن وصل للحائط السد، عندما امتدت يده إلى زوجة المعلم عثمان صاحب محل الجزارة التى يعمل فيه حودة مع أخيه.
وهنا يستشير المعلم عثمان ويأخذ برأى الشيخ سعدون الذى يستغل خبثه لينتقم من حودة لثأر قديم منه ويشترك مع القرية كلها فى مؤامرة يديرها الشيخ سعدون والمعلم عثمان، ولم يمنع زكى أخو حودة من حدوث المؤامرة ولم ينتبه أخوه الأخرس حودة.
ويسرد الراوى حكايات حودة الأخرس مع "عزيزة الخنفا" مبولة الطريق العمومى التى أغرته وناوشته، إلا أنه يرفضها بعد أن جلست على حافة السرير، وأشارت إليه، ولكنه تركها، ثم هناك "فكيهه" التى كان يمزقها بعينيه التى كانت مثل السكاكين التى تمزق جسدها ولا تطيقها، فنظراته فاضحة لا حياء فيها ولا خشى، وزوجها "فكرى" الذى شارك بدوره فى المؤامرة وتتفق البلد كلها ضد حودة.
والمؤامرة تمثلت فى أن يتم إعداد كل شىء لزواج حودة على حساب المعلم، ولكن حسب الخطة الشريرة سيتزوج حودة من حمادة ابن فرحة صاحبة البوظة والاتفاق تم على أن يقوم حمادة بارتداء ملابس العروسة، لكى يتم جعل حودة مسخرة البلدة كلها، وأتعجب من تعاون واتحاد القرية كلها على قلب رجل واحد فى خداع حودة الذى كان الجميع يفكر فى الانتقام منه، وكلف المعلم كل هذه التكاليف للانتقام وشارك الشيخ فى تدبير الخطة التى اقترحها، ولكنها كلها تفشل بسبب فكيهه التى لا تشارك فى الفرح، وتبقى بالدار وتعلن عن سر البلدة، وأكثر من هذا تجعل حودة ينال مراده منها، بعد أن يخلع ملابس العريس ليزف إليها هى، ويهرب تاركاً الخيبة لكل القرية بما فيها المعلم والشيخ والأخ الذى سعى للحافظ على السر حتى لا يغضب المعلم، وبعد أن ارتوى حودة من فكيهه التى راودته فى أحلامه، فاز بها بعد ذل وانكسار.
والرواية تنساب لتحكى تفاصيل المؤامرة التى تفشل فى النهاية.
ولنا كلمة .......
الرواية رائعة ولكن ربما تكون تجسيد لقيم التعاون فى الشر بدلاً من القيم الأصيلة التى كانت لدينا، وتميز القرية المصرية والريف المصرى، فالتعاون يجب أن يكون فى الخير، فلو تعاونت البلدة مثلما تعاونت فى زواج حودة الأخرس، وكان بعد زواجه يقوم بأفعال المحروم، كان يتم محاسبته أن أخطأ ولمس واحدة من بلدته، أعتقد أنه لو تم زواجه بهذا التعاون لكان حل مشكلته ومشكلة البلدة كلها.
رحم الله يوسف أبو رية، فهو يرصد لنا غياب وهروب قيم نبيلة عن مجتمعنا القروى، ندعو الله أن تعود لتسود فى مجتمعنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة