جاء فشل الجولة الأولى من مفاوضات دول حوض النيل بالعاصمة الأوغندية كمبالا، وعدم الخروج بأى توصيات يمكن اعتبارها إيجابية انتظارا للجولة القادمة فى شرم الشيخ باستثناء رئاسة مصر للجولات القادمة ليلقى بظلاله على وزارة الرى التى رفض مسئولوها الرد على أى استفسارات بشأن الإخفاق فى الجولة الأولى والاكتفاء برفع الاقتراحات التى طرحت فى اجتماع كمبالا إلى رؤساء الدول وهو ما اختلف الخبراء حول اعتباره فشلا أو إجراء طبيعيا.
الدكتور أيمن عبد الوهاب الخبير فى الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية اعترف بأن تجربة رفع المقترحات الخاصة بتسوية الخلاف فى مبادرة حوض النيل إلى رؤساء الدول لم تفلح عقب انعقاد مؤتمر وزراء دول حوض النيل فى اجتماع الإسكندرية وأن رفع المقترحات الخاصة بالمؤتمر الأخير الذى عقد فى العاصمة الأوغندية كمبالا مرتبط بالتوصل إلى صيغ متقاربة ومقبولة وليس لحل الخلافات، وأن الرؤساء من الممكن أن يكون لهم دور لكن من الصعب الرهان عليهم فى ظل وجود فجوة كبيرة فى وجهات النظر لكن يمكن اللجوء إليهم لتقريب وجهات النظر فى الجولات التفاوضية القادمة.
واعتبر عبد الوهاب الجولة القادمة من المفاوضات والمقرر إجراؤها فى شهر فبراير بشرم الشيخ ستحدد نجاح أو فشل دول الحوض فى التوصل إلى اتفاق.
وأضاف عبد الوهاب أن هناك لجانا تفاوضية موجودة مع الوزراء وأن رئاسة مصر لجولات التفاوض القادمة يعد تطورا إيجابيا ومن الناحية السياسية يعبر قبول الحوار بين دول الحوض عن جدوى التفاوض فى ظل تمسك مصر بالبنود الثلاثة وهى الإخطار المسبق والتصويت والأمن المائى وقال إن مصر لا تستطيع التنازل عن أى من البنود الثلاثة.
وقال عبد الوهاب إن من أهم الأمور التى تعضد الموقف المصرى، ما يتعلق بأن الاتفاقيات الدولية غير قابلة للمساس عملا بمبدأ توارث الاتفاقيات، لكن فى ظل تغير البيئة السياسية لا تستطيع الاستناد إلى معايير القانون الدولى لأن ذلك يتطلب قوة سياسية وعسكرية واقتصادية.
السفيرة منى عمرمساعد وزير الخارجية للشئون المائية جاء تفسيرها لرفع الاقتراحات إلى رؤساء الدول مخالفا لما قاله عبد الوهاب وذلك بتأكيدها أن رفع الاقتراحات إلى الرؤساء لا يعنى فشل الوزراء فى الوصول إلى حل وأن هذا الإجراء طبيعى، وأن أى مفاوضات لا تصل إلى نقاط اتفاق من المرة الأولى لأن هذا يعنى عدم وجود مشكلة، وأكدت أن مفاوضات فبراير القادم هى المؤشر على نجاج المفاوضات أو فشلها.
الدكتور ضياء الدين القوصى المستشار السابق لوزير الرى قال إن رفع الاقتراحات فى جولة التفاوض الأولى يعنى فشل الوزراء أو عدم الوصول إلى اتفاق كامل على صيغة لنقاط الخلاف، لأن هناك نقاطا لم يستطع الوزراء تجاوزها وأن هذه المبادرة تقاوم فيها لجان التفاوض بجهود كبيرة وأنه فى حالة اجتماعهم واتفاقهم فمن الطبيعى أن يرفعوا الأمر إلى الوزراء وفى حالة الخلاف يكون رفع االاقتراحات إلى الرؤساء أمرا بديهيا.
بعد فشل الجولة الأولى من مفاوضات دول حوض النيل.. قرارات صعبة تنتظر الرؤساء فى جولة الحسم المقبلة بشرم الشيخ
الأحد، 04 أكتوبر 2009 10:42 ص
فشل الجولة الأولى من مفاوضات دول حوض النيل بأوغندا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة