محمد حمدى

إنجاز فلسطينى جديد

الأحد، 04 أكتوبر 2009 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم الاحتلال الغاشم والهجمات شبه اليومية على المواطنين الفلسطينيين العزل، أعلن أمس فى فلسطين المحتلة عن كشف علمى كبير هو الأول فى المنطقة العربية الإسلامية فقد توصل مركز البحوث الطبية بجامعة القدس بالتعاون مع مستشفى الكاريتاس، إلى معرفة الترتيب الجينى لفيروس أنفلونزا الخنازير.

وجاء فى نشرة للجامعة أمس أنه نظرا للجهود المبذولة فى مركز البحوث الطبية- مختبر الفيروسات والمتابعة العلمية الحقيقية لموضوع أنفلونزا الخنازير والعمل بجدية لإيجاد فهم واضح لهذا الفيروس بحيث يتسنى معرفة طرق منع انتشاره ومقاومته، عملت الدكتورة ميساء العزة وطاقمها العلمى على إيجاد الترتيب الجينى لأول حالة H1N1 فى فلسطين'.

وأضافت النشرة: من المعروف علميا لدى علماء الفيروسات أن أغلب الفيروسات قابلة للتغيير الجينى بسبب عدم دقة الإنزيمات المساعدة فى عمل المادة الوراثية للفيروسات، وهذا ما يتسبب بين الحين والآخر بمفاجآت غير سارة لفيروسات مقاومة للأدوية ومغايرة لطرق انتشارها، وهذا هو الحال بالنسبة لفيروس الأنفلونزا بشكل عام.

ومن الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف أكثر من حالة H1N1 فى العالم مقاومة للدواء المعروف باسم تاميفلو مما يدعو إلى الحرص فى التعامل مع الأدوية وكيفية التشخيص، فلا يكفى تشخيص الإصابة بـH1N1 وإنما يجب معرفة ما إذا كان الفيروس مقاوم للدواء أم لا، فإذا كان الفيروس من النوع الذى يقاوم الدواء فيجب عدم إعطاء المريض الدواء، ولذلك قام فريقا مختبر الفيروسات فى جامعة القدس ومختبر مستشفى الكاريتاس بالعمل على فك الترتيب الجينى لـsegment NA لـ H1N1 فى فلسطين، حيث يمكن من خلاله فحص تجاوب الفيروس أو عدم تجاوبه مع التاميفلو فى ترتيبه الجينى.

وبينت الجامعة أنه تم إيداع هذا التوصل العلمى فى البنك الدولى للجينات تحت رقم GenBank: GU049677.1، وبذلك يكون مختبر الفيروسات قد حقق سبقا بكونه أول مركز متخصص فى فلسطين والعالم العربى أجمع يقوم بهذه الطريقة التشخيصية الدقيقة لفيروس أنفلونزا الخنازير H1N1 بشكل خاص وفيروسات الأنفلونزا بشكل عام.

انتهى بيان جامعة القدس الذى يكشف إنجازا علميا كبيرا ومهما، لا تكمن أهميته فقط فى التوصل للتركيب الجينى لفيروس أنفلونزا الخنازير، فقد تم التوصل لهذه التركيبة فى عدد من الدول الغربية، وإنما لأن الحياة فى فلسطين المحتلة تستمر رغم الاحتلال، ورغم المعاناة اليومية التى يعانيها الفلسطينيون على الحواجز الإسرائيلية، فالعاملون فى مستشفى القدس يقضون ساعات على الحواجز الإسرائيلية التى تقطع أوصال الضفة قبل الوصول إلى أعمالهم، ناهيك عن الإغلاق المتكرر للأراضى الفلسطينية مما يمنع الحركة من الأساس.

ولا تقتصر المعوقات الإسرائيلية على الحركة فقط، وإنما تمتد إلى عمليات مداهمة شبه يومية على منازل الفلسطينيين، وإعاقة تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية لدرجة أن العاملين قد يعيشون عدة أشهر دون تلقى مرتباتهم بسسب عدم وجود أموال فى خزانة السلطة أو حركة حماس فى غزة.. ورغم ذلك يقدم لنا الفلسطينيون درسا تلو الآخر عن أهمية التمسك بالأرض ليس بالكلمات، ولا بالنضال العسكرى فقط، وإنما بالعمل أيضا.

فى فلسطين المحتلة كل يوم أساطير شخصية يصنعها مواطنون تحت الاحتلال، ولعل أكبر أساطيرهم هى مقاومة كل عمليات التهويد التى تستهدف مدينة القدس، وتحاول النيل من قدسيتها لدى مسلمى فلسطين ومسيحييها، فهذا الشعب البطل سيظل قابضا على الجمر فى وقت ضاعت فيه الأولويات لدى الكثير من الدول العربية والإسلامية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة