مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند أولى محطات الإنسان التى ينزل فيها دون وعى ولا إرادة إلا بأمره- سبحانه وتعالى- ينزل متعثرا يبكى بشدة برغم أنه لا يعى ولا يدرى بما حوله، ولا يعرف ماذا يخبئ له القدر، وماذا كتب فى صحيفته من شقاء أو سعادة.. كل ما حوله مجهول وغامض ينزل متعثرًا لا يملك من أمره شيئًا، لكن المؤكد أنه جاء للحياة يعيش ويموت فيها بأمر ربه.
أما من يركب القطارات عندنا فقد يركبها ولا يعلم هل سينزل حيا أم ميتا!
فلا يزال مسلسل الإهمال يشهد أزهى صوره فى مصر، وما أشبه الليلة بالبارحة فقد تصادم قطاران بالعياط يوم السبت 24/10 الماضى ومات من مات وأصيب من أصيب ويرحم الله الأحياء والأموات، وربما تذكرتم كارثة قطار الصعيد والتى وقعت أيضا بمدينة العياط عام 2002 والتى مات فيها أكثر من 350 شخصًا بسبب سير القطار لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه وكأنك تشاهد فيلما دراميا، لك أن تتخيل أن قفز من يستطيع من النوافذ ومن لم يستطع يحترق ويتفحم بسبب الإهمال.
ولم تكن حادثة العياط هى الأولى ولن تكون الأخيرة!!
وربما لو شاهدنا سجل السنوات السابقة سنجد حوادث القطارات على كل صنف ولون، ففى العام الماضى شاهدنا اصطدام قطار بحافلة من الركاب بمطروح ومات أكثر من 40 شخصا وعام 2006 وحده شهد 3 حوادث للقطارات بالإسكندرية والشرقية والثالث كان بسبب تصادم قطارين على نفس الاتجاه نحو القاهرة وخرج عشرات المصابين والقتلى جراء هذه الحوادث.
وإذا نظرنا للتصريحات التى خرجت مع كارثة حريق قطار الصعيد التى أحرقت القلوب، قبل أن تحرق الأجساد.. صرح الرئيس مبارك بأنه لن يسمح بإخفاء الحقيقة، والكشف عن أسبابها والمسئولين عنها، لملاحقتهم بالعقاب الرادع الذى يكون بمثابة الضمان الأول لعدم تكرارها.. ولكن الرئيس اكتفى بقبول استقالة الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل وقتها، ورئيس هيئة السكة الحديد.
وربما رأت هيئة السكة الحديد مع مرور الزمن أن الحل فى حملة إعلانية ضخمة تحمل شعار "المصرى اللى على حق يقول للغلط لأ"، وكأن جميع الجرارات والقطارات التى ظهرت بإعلانات وصلت ميزانيتها إلى 30 مليون جنيه- كما يدعى البعض- هى نفسها التى يركبها البسطاء ولكن الحقيقة غير ذلك، فالقطارات حالها يدعو للرثاء، وكان الأولى الاهتمام بالمصرى الذى يركب القطارات وتوفير سبل الأمان له ولا يكون لسان حاله مرددًا لأغنية (بالسلامة يا حبيبى بالسلامة.. بالسلامة تروح وترجع بالسلامة) فربما هذه الأغنية هى حلم يسعى للوصول إليه عند وقوف القطار فى محطة الوصول لكن يحدث ما لا يحمد عقباه!!
الطريف أن الحادث الأخير رجع فيه السبب بشكل مبدئى إلى اصطدام القطار بجاموسة مما أدى لتوقف القطار وفى نفس الوقت لم يكن العامل المسئول عن تنظيم خط السير موجودا فى مكان عمله وتشاء الأقدار أن يلحق بأحد هذين القطارين ويلقى حتفه، وربما يشير فعل هذا العامل أنه كرره أكثر من مرة ولم تكن هناك أى رقابة عليه لأنها إن وجدت ما كان ترك مكانه أبدًا.
وربما سيشار بأصابع الاتهام نحو الجاموسة التى لا تعرف أصول السير وعبور الطريق وبالتالى يجب عمل حملات توعية كبرى للجواميس كى يتعلموا أهمية الالتزام بالقواعد وأن تراعى ما تفعله فى حق غيرها وأنهم لا يعيشون وحدهم بل معهم أناس بسطاء يريدون كفالة أسرهم والعيش بهناء ورضا البال و ستر الرب.
أتمنى أن تكون أفعالنا ضد الإهمال لا أن تكون مجرد شعارات، والأمر لا ينتمى للقطارات فقط نريد الاهتمام وشوية ضمير.. نعم شوية ضمير لأن لو كل واحد فكر بضميره وراعى اللى بيعمله هتبقى البلد جنة والدليل أوربا وأمريكا واليابان نرى عندهم التطور؛ لأن هناك عملا بضمير يسعى كل فرد لمصلحة بلده ومصلحته أيضا وانظروا إلى أقصى درجات الأمان عندهم فيمتلكون اختراعا فى كابينة قيادة القطارات للتواصل بين السائقين بعيدا عن السيمافور الذى عفى عليه الزمن ولا نزال نعمل به، وربما كان الأفضل شراء أجهزة لاسلكى وتطوير السكك الحديد بحق، بدلا من ملايين أنفقت على إعلانات أصبحت الآن فى قفص الاتهام، وقد يخرج من يقول إن هناك أجهزة لاسلكى فى قطاراتنا وأقول له عطلانة والدليل وجود السيمافور.
وكما طالبت بشوية ضمير ربنا يخليكم.. فأطالب الجاموسة اللى على حق تخلى بالها وهى ماشية وتراعى الخلق شوية.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة