أكدوا أنه كان مثالا يحتذى به فى شكه ويقينه واتفاقه واختلافه..

علماء الدين: "محمود" كان صادقا حتى فى فترة الشك

السبت، 31 أكتوبر 2009 09:12 م
علماء الدين: "محمود" كان صادقا حتى فى فترة الشك الدكتور الراحل مصطفى محمود
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحلة بين الشك واليقين عاش تفاصيلها كاملة وأعلن عنها بكل شجاعة دون خوف أو تردد، بطل هذه الرحلة هو الدكتور مصطفى محمود الذى توفى صباح اليوم بعد رحلة طويلة قدم فيها علما مزجه باليقين فى وجود الله، الرحلة التى قالت عنها الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنها جعلت الراحل يختم الجزء الأخير من حياته بإفادة المسلمين ونفعهم، والأهم أنه نفع بهذا العلم العقيدة وعرفنا على عظمة وقدرة الله من خلال ما قدمه من حقائق وأثاره من قضايا.

وعن انتقال "محمود" من الشك لليقين، قالت إنها مرحلة طبيعية جدا يمر بها كل إنسان يحمل علما، فيجد نفسه متقلبا فى العلم والثقافة والعقيدة، والطبيعى أن يمر هو بمرحلة الشك فى فترة شبابه فيجد من ينتقده ويعارضه فيستمع إليه لتظهر فى النهاية أمامه الحقيقة فيعترف بها دون خجل، وتضيف "نصير" أن ما ميز الراحل هو كان صاحب رؤية ثاقبة وقوة فكر وجرأة رأى، غير قلق مما يتوصل إليه طالما أمن به وكان حقيقية، لذلك لم ينته كما بدء، فكانت الفترة الأخيرة من حياته ناضجة تجلى فيها العلم مع الإيمان والقرب إلى الله واليقين المؤكد بوجوده، وهذا ما شهدناه جميعا من خلال كتاباته وأحاديثه، وأضافت "نصير" أرجو من الله أن يتقبل الراحل وأعماله وأن يجازيه خيرا مثلما نفعنا جميعا بعلمه وعقيدته".

الصدق فى حياة مصطفى محمود كان الأساس الذى بنا عليه علمه وإيمانه، هذا ما أكده الدكتور عبد المعطى بيومى العميد السابق لكلية أصول الدين، حيث قال إن "محمود" كان صادقا مع نفسه ومع ربه وفيا لهما، مضيفا: عندما مر بفترة الشك فى وجود الله أعلن موقفه لعله يجد بين الناس من يدله على العودة عن هذا الطريق، وعندما توصل لليقين فى وجود الله اعترف أيضا، والأهم أنه لم يعترف فقط، بل اعترف وجعل الآخرين مرآة له من خلال آرائهم، وكان مستمعا جيدا لهذه الآراء، لذلك سرعان ما عاد من منطقة الشك لحقيقة اليقين، ووصف بيومى الراحل بأنه كان كريما وسمحا مترفعا عن الكلمات منضبطا بقواعد الحوار الهداف والجميل، فلم يهاجم من يختلف معه، ولم يهاجم من يهاجمه، بل كان يستمع ويحاور ويقنع أو يقتنع، مؤكدا أن كثيرا ما كان يختلف معه علماء الدين فى آراء عدة، لكن الأمور كانت تسير بالحوار الذى أمر به الإسلام، يقابل الرأى بالرأى والمعلومة بمعلومة، يرفض بقوة ما يراه باطلا ويدافع بقوة عن ما يراه حقا، والرفض والقبول نتيجة حقيقة بداخله مقتنع هو بها حتى لو كانت باطلا من وجهة نظر آخرين، لذلك كان يحترمه الجميع، وهذه الأخلاق، وهذه الشجاعة وهذا الاعتراف بالموقف عن يقين وتقبل الرأى الآخرهو ما جعله يتحول سريعا من الشك لليقين.

لمصطفى محمود فلسفة خاصة، وطريقة مختلفة فى التفكير، هذا ما قاله الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، واصفا هذه الرحلة من الشك لليقين بالفرار، وأضاف عاشور أن هذا التحول جاء نتيجة هذه الفلسفة القائمة من الأساس على الحوار مع الآخر رغم الاختلاف معه، وهو ما ساعده على بناء منظومة خاصة به، امتزج فيها العلم بالإيمان باليقين بالقوة فى الموقف والثبات عليه والاعتراف به، فأصبح واحدا من الرموز العظيمة التى نعتز بها ونقدرها ونحترمها حتى لو اختلفنا معها، مضيفا أنه يكفى بمصطفى محمود أنه ختم حياته بهذا الشكل وأعطى كل ما يستطيع أعطائه بجداية من الكلمة الصادقة والعلم إلى كل الأعمال الخيرية التى تفرغ لها فى نهاية حياته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة