عبد اللطيف حمد فؤاد يكتب:المدن الباكية

السبت، 31 أكتوبر 2009 11:51 ص
عبد اللطيف حمد فؤاد يكتب:المدن الباكية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف تجرى يا قطار الدماء؟

وأبكيت شعبى صباح مساء

وقطفت أعناق آلاف البسطاء

وأصرنا لك وجبة العشاء؟

وهل رأيت مواكب الشهداء؟

يا قطار الموت انصت لندائى

وابعد عن شعبى وقت القضاء

وانهش مِن التراب ما تشاء

وهل تسلقت جبال الأشلاء؟

ووصلت لكوكب المحن والبلاء

ووجدتنا كوكب المنايا والرثاء

وأأنتَ عين وطلقات العُملاء؟

فى أوطان مات فيها الكبرياء

فى دول تعج بالرشوة والأذلاء

وصارت بلادى المدن الباكية

وكطفلة جائعة فى الليل عارية

وحقرها عنترة وأبو العتاهية

ولا حكمنا لاعثمان ولا معاوية

وسجنوا العفة ورقصوا للزانية

وكرهت الطيور ازدهار الغانية

وكنت يا مصر الشذا والعافية

وصرت الآن الحشود الفانية

وسرقوا الحُلم تحت بند الرفاهية

فلا انتخابات تنفع ولا محامية

ولا بكاء حرفى يشفع ولا القافية

يا شعبى القتيل تحت عجلة القطار

يا وطنى متى ترى فى قلب النهار؟

يا شباب ساكن فى عمق البحار

للفرار مِن مساوئ وظُلم الأشرار

هل سنذوق السعد والإستقرار؟

أم سنُترك جثث خلف الأسوار؟

وهل المصائب مِن صنع الوزير؟

أم نحر الحرية فى الوطن الجميل

وهل ستمحون دموع الفقير؟

ودموع الزهور والطفل الصغير

أم يجول الكرب ويطير السرور؟

ورائحة العفن ملأت وطن العبير

ويفتش عنا الموت ولا يستكين

واستوطنت الكوارث جسم بلادى

وتاهت عواصم الخير والإرشاد

وأصبح الضحايا بالآلاف كبغداد

وخاصمتنا جموع الفرح والأعياد

وكيف أجتث دموعك يا مصر؟

وقد حل القتل محل النصر

وقد انتصر القبر على القصر

وقد ناح الدمع وبكى الجمر

على شعوبٍ حكمتها الخمر

لو لم يقتلوا الشفافية بالحِراب

لو لم يسجنوا الحرية بالسرداب

لو لم يحاصروا الطير فى الغاب

لو لم يعاملوا الشعوب كالكلاب

لو لم يغرسوا فى جسمنا الأنياب

لو لم يسقونا بالملاعق العذاب

لو لم يتركونا فريسة للذئاب

لو لم تكن عينهم وطن الذباب

كنا سنخرج مِن بطون التراب

ونطير بك يا مصر للسحاب

و يا وطنى رقبتك تحت السكين

كل يوم مما شاءوا يقطعون

وكل ثانية الملايين يكتنزون

ومِِن جماجمن يأكلون ويسكرون

والأطفال بالخبز والمياه يحلمون

والشيوخ مِن كأس البؤس يشربون

وعلى البكاء والعزاء لا يقدرون

وراتب نجل النخبة وهو جنين

يفوق مرتب المدرسين أجمعين

فى مئات الآلاف مِن السنين

يا تجار الشعوب والأفيون

أشجار الفراعنة لا ينخدعون

مصر قولى للشيئ كن فيكون

فعطرك فى دمى كالزيزفون

يا بلادى بِحُبكِ أنا مجنون

يا عمد الدين والحياة والحنين

يا معجزة الأكوان عبر القرون

عشقكِ فى أوردتى خالد وحنون

هواكِ فى شرايينى ناصع وحصين

يا تاج الحضارة على وجه السنين

يا أعلى المنارات يا قرة العيون

يا أحلى البشارات والياقوت الثمين

وإنْ تخلى الشّعِر والشعب عنى

فبعيون حبيبتى العميقة أستعين

فبشفاه معشوقتى اللتين لا ألين






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة