روبرت فيسك يتهم السفارة الأمريكية بممارسة ضغوط على المراسلين الأجانب لعدم فضح نظام مبارك

السبت، 31 أكتوبر 2009 06:36 م
روبرت فيسك يتهم السفارة الأمريكية بممارسة ضغوط على المراسلين الأجانب لعدم فضح نظام مبارك جانب من مقال فيسك بصحيفة الأندبندنت
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتهم الكاتب البريطانى روبرت فيسك السفارة الأمريكية فى القاهرة بممارسة ضغوط على مراسلين الصحف والوكالات الأجنبية لعدم نشر الأخبار التى تسىء إلى نظام الرئيس مبارك.

وقال فيسك فى مقاله الأخير بصحيفة الإندبندنت، إنه قبل عدة سنوات رصد مراسل مجلة التايم فى القاهرة حقائق عن سياسة التعذيب الروتينية فى مصر بحق السجناء. لكن السفير الأمريكى فى القاهرة أقنع مدير مكتب المجلة بالتراجع لأنه فهم أن مبارك كان سيشن حملة على مثل هذه الانتهاكات، ولم تنشر التايم القصة وبالطبع زادت هذه الانتهاكات إلى الأسوأ.

وأضاف فيسك: بعد فترة قصيرة من ذلك، كان حراس السجون يرغمون السجناء المصريين على اغتصاب بعضهم البعض. ولم يتغير شىء، فوكالة الأنباء الكبرى فى الغرب التى تتخذ من القاهرة مركزاً لها فى الشرق الأوسط راغبة فى التعامل مع مثل هذه القصص مثلما كانت من قبل.

وفى القاهرة، فعندما كانت عملية السلام على وشك أن تؤتى ثمارها قبل ما يقرب من 15 عاماً، أنفقت الوكالات الإخبارية الكبرى ملايين الدولارات على مكاتب جديدة فى القاهرة، عاصمة ديمقراطية مبارك، فى المقابل زرع الأمن المصرى عناصره للتجسس على الصحفيين. وكل مدراء مكاتب هذه الوكالات فى القاهرة يعرفون أنه يوجد جواسيس محليون فى مكاتبهم لكن لم يكن بإمكانهم بالطبع طردهم.

وكذلك لم يستطيعوا أيضاً نشر القصص الإخبارية التى من المفترض أن تنشرها هذه الوكالات. ومجرد التلميح إلى أخبار معادية لمبارك، ويقصد بها فيسك هنا، كما يقول، السلوك المشين من قبل رجال الشرطة فى ضرب النساء والرجال فى المظاهرات المحتجة على مبارك، تقوم وزارة الإعلام باستدعاء مدير مكتب الوكالة المسئولة عن هذه القصة للدردشة، وتحذيره من أنه سيكون هناك عواقب وخيمة إذا تم تكرار الأمر، وربما إغلاق المكتب ومن ثم إهدار كل هذه الملايين.

وقال فيسك: فى الأسبوع الماضى تم الإعلان عن فوز أميرة هاس، مراسلة صحيفة هآرتس الإسرائيلية فى الضفة الغربية بجائزة صحيفة رفيعة. وعلى موقع قناة الجزيرة الإلكترونى الصادر باللغة الإنجليزية، أوضحت هاس رأيها فى ذلك، حيث قالت إنها حصلت على جائزة على الفشل لأنه ورغم كل الحقائق التى أوضحتها هى وزملاؤها من الصحفيين عن الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، فإن العالم لا يزال لا يفهم المقصود بالاحتلال، ولا يزال يستخدم كلمات مثل الإرهاب والحرب على الإرهاب.

ويرى فيسك أن أميرة كانت محقة تماما فى ذلك، فأغلب الصحفيين الغربيين جبناء عندما يتعلق الأمر بمشاركتهم فيما يصفه العالم الأمريكى اليهودى الشهير ناعوم تشومسكى بصناعة المقبول.. فمثلاً عندما يتعلق بإسرائيل، نجد أن الحكومة والمحررين وإدارة التلفزيون تقرر أن "الجدار الإسرائيلى" سيصبح "الحاجز أو السياج الأمنى"، والديكتاتور العربى الموالى للغرب يصبح "رجلا قويا"، والأراضى "المحتلة" ستصبح "المتنازع عليها". وهكذا تصبح المعاملة غير العادلة "عنفا بشكل عام"، وتخفف الوحشية ويصبح الاحتلال شرعياً.

وأكد الكاتب البريطانى أن المشكلة لا تتعلق بالبيت الأبيض أو الخارجية الأمريكية أو البنتاجون والسى إن إن فى أمريكا، أو دواننج ستريت وبى بى سى فى بريطانيا، لكن المشكلة تكمن فى أن الغرب لا يريد الصدام مع الأشرار ومع الأخيار أيضاً، على حد تعبيره.



للمزيد من الاطلاع.. اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة